وينقلب كفناً لجميع ما أنتج!
والإنسان! والإنسان وحده! يا للجنون العظيم!
يظن أن سيعود ثانية إلى الحياة في أعماق لحده!
ويحلم بالخلود، بعد أن حطمه الزمن
وحملته العاصفة إلى العدم!
ألا فليحبكم سواي يا فلاسفة الدنيا!
ودعوني ووهمي! فالأمل يجب عليّ وهو حبيب إليَّ!
إن عقلنا ليتعثر ويختلط عليه الأمرَ
نعم إن العقل ليسكت، ولكن القلب ليجيب!
أما أنا، فحينما أرى الكواكب
وقد تاهت عن طريقها السوي في السهول السماوية
يصطدم بعضها ببعض في حقول الأثير
وتنقلب دون ما غاية في السماوات المذعورة؛
حينما أسمع الأرض تئز وتتحطم!
حينما أرى كرتها الشاردة المنعزلة
تسبح بعيدة عن الشموس، باكية إنسانها الهالك!
لتضل في حقول الليل الأبدي!
حينما أكون آخر شاهد لتلك المناظر الرهيبة؛
حينما أظل محاطاً بالموت والظلمة
وبالرغم من وحدتي وجزعي
سآمل فيك أيها الكائن الحق اللطيف
وسأنتظرك أيضاً، وأنا في العوالم البالية
مؤمناً بعودة الفجر الأبدي!
ما أكثر ما غمرتني وإياك تلك الظلمة ونحن بعيدان عن العالم، يحدونا الأمل
تارة على قمم الصخور الهرمة! وأخرى على ضفاف البحيرة الكئيبة القاحلة!