للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أثناء مقامنا السعيد. . . حيث بدأ حبنا الخالد

لدي النظرة الأولى كما تذكرين!

لقد كانت الظلال، وهي تنحدر من وراء الجبال

بقطعها الطويلة، تحجبها عن أبصارنا!

فلا تلبث كواكب الليل الغريبة

بعد برهة من الزمن

إن تزحف دون ما جلبة أو أبهة

وترد على أبصارنا ما حجب عنها

وتسبغ على الأرض ثوباً من الأنوار الضئيلة

كما يسبغ المصباح نوره المقدس على المعابد المقدسة التي أضاءها النهار بنوره

فينير منها الهياكل بعد ما تأخذ أشعة المساء تدريجاً بالاصفرار!

هنا كنت تفتشين وكنت تنتقلين ببصري

من السماء إلى الأرض، ومن الأرض نحو السماء

وكنت تقولين: (إيه يا إلهي الخفي)

إن الطبيعة هيكل لك

إن العقل ليراك في كل بقعة تتأملها العين منها

إن هذا العالم مرآة لكمالك الذي يحاول العقل إدراكه!

وصورة له وانعكاس عنه!

إن النهار نظرتك، والجمال بسمتك!

إن القلب ليعبدك في كل ناحية!

وإن النفس لتحيا بك!

أيها الخالد الأبدي! أيها القدير اللطيف!

إن جميع تلك النعوت ليست كافية لتصوير عظمتك!

إن العقل ليعنو أمام جوهرك العظيم!

فيمجد عظمتك حتى لدى سكوته!

<<  <  ج:
ص:  >  >>