للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلا أنه وهو ذاك العقل المنهزم يا إلهي

حينما يشعر أن الحب سر وجوده

يندفع بذاك القانون الجليل نحوك

متشوقاً إلى حبك ومتحرقاً إلى معرفتك

لقد كنت تقولين، وقد وحد قلبانا زفراتهما المتصاعدة

نحو هذا الكائن المجهول الذي نمت عليه آمالنا!

كنت تقولين ونحن جاثون أمامه وقد أجبناه في خلقه

وحمل إليه الفجر والعشاء تمجيدنا إياه!

كنت تقولين وقد أخذت عينانا المنتبشيتان

تارة تتأملان الأرض: منفانا نحن!

وأخرى تتأملان السماء مقامه هو!:

(أه لو أن الله يستجيب دعواتنا في هذه الساعة التي تحاول بها نفسنا الغرارة خلاصها

وتحطيم قيدها وإسارها!

فيرسل علينا من علياء سمائه طعنة تحررنا كلينا!

إذا لرجعت روحانا نحو منبعهما دفعة واحدة!

ولصعدتا على جناح الحب في ثنايا اللانهاية كأنهما خيط من نور! حتى تصلا، وقد

اجتازتا في سيرها العوالم معاً

أمام الله، وقد ذهلنا عن ذاتيهما

فتعيشان إلى الأبد ممتزجتين فيه!

أتريننا مخدوعين بهذه الآمال؟!

أصائران نحن إلى العدم؟!

أمقدر على أرواحنا الفناء؟!

أتقاسم الروح والجسد مصيره بعد خلاصها منه! فتفنى معه في ظلمات القبر

وتتحول إلى غبار؟! أو تتلاشى كما يتلاشى الصوت في الفضاء؟!

أو لا يبقى، بعد الفراق الفادح واللوعة الضائعة

<<  <  ج:
ص:  >  >>