في عسكره ونفي الباقين عن العسكر ولم يأذن لواحد منهم في المقام. ونادى المنادى بنفيهم وبإباحة دم من وجد منهم في معسكره.
وكان من جملة وظائف المحتسب - وكانت يده مطلقة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - مراقبة الأطباء والكحالين والجراحين والمجبرين.
جاء في كتاب نهاية الرتبة في طلب الحسبة وينبغي للمحتسب أن يأخذ عليهم عهد أبقراط ويحلفهم أن لا يعطوا أحداً دواء مراً، ولا يركبوا له سما، ولا يذكروا للنساء دواء الذي يسقط الأجنة، ولا للرجال الدواء الذي يقطع النسل، ولا يفشوا الاسرار، ولا يهتكوا الأستار، إلى غير ذلك من الأمر التي يجب على الأطباء مراعاتها في عملهم.
كما كان المحتسب أن يمتحن الأطباء بما ذكره حنين في كتابه المعروف (بمحنة الطبيب) وأما الكحالون فقد كانوا يمتحنون بكتاب العشر المقالات في العين لحنين أيضاً، وكان على المجبرين أن يؤدوا امتحاناً في المقالة السادسة من كناش بوليس الأجانيطي في الجبر الذي قام بنقله إلي العربية حنين بن اسحق.
وأما الجراحون كفان عليهم أن يكونوا ملمين بكتاب جالينوس الخاص بالجراحات والمراهم وان يعرفوا التشريح وما يتصل به.
وكان للمحتسب أيضاً مراقبة الصيادلة بمساعدة الأطباء والمتخصصين في معرفة الأدوية والعقاقير وإرشاداتهم.
إن وصف شتى البيمارستانات التي كانت منتشرة في مختلف البلاد الإسلامية وتبيان تاريخ بنائها بناتها وطريقة إدارة أو قافها وذكر أسماء أطبائها والطلبة الذين كانوا يتلقون العلم فيها يحتاج لبحث خاص، وقد وفي الموضوع حقه المرحوم الدكتور احمد بك عيسى في مؤلفه القيم (تاريخ البيمارستانات في السلام) وفيه يذكر رحمه الله أسماء ثمانين من هذه البيمارستانات التي كانت تدار في مصر وإيران والجزيرة وسريا وجزيرة العرب وبلاد الروم أي آسيا الصغرى واستنبول وبلاد المغرب والأندلس بتفصيل وافٍ فليرجع إليه من أراد التفصيل فهو خير مرجع في هذا الباب.