للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- إنها خسارة. . . أليس كذلك؟

- عندي طائرة جاهزة في أي وقت.

شكراً. . . إنني متعبة الآن.

لا شك أن دك كان يدعوني لنزهة ليلية. . . ولكنه أم يجسر على توضيح رغبته. . . ولكنني فهمتها. . . مسكين دك!

وصعدت درجات السلم متخاذلة، وفتحت باب مخدع زوجي فإذا هو غارق في نومه. فاقتربت منه أمشي على رؤوس أصابعي، وانحنيت عليه أقبله، ولست أدري لماذا جاءتني تلك الفكرة. فكرة المقارنة بين وجهه الذي دبت فيه معالم الكبر، ووجه دك الريان بالشباب!

وسرت إلى النافذة حزينة متألمة، فطالعني القمر بوجهه الضاحك. . . فإذا أعود أنا إلى دك. . . وما هي إلا لحظات، حتى كنا نشق طريقنا مسرعين إلى أرض المطار.

قلت لنفسي وأنا أسبح في الجو إلى جانب دك - يالها من سعادة! وتمنيت لو أن هذه النزهة الجوية لا تنتهي أبداً.

- أأعجبتك هذه النزهة؟

- بل أحببتها كل الحب.

- وأنا؟

في هذا السؤال كان بل جاداً كل الجد، وخيل إلى أن الحب يصرخ في عيني: دك - أوه دك!. . لا تكن.

ولكنه لم يمهلني، وعاجلني بذراعين قويتين، وشفاه ملتهبة.

- أحبك يا روث. . أتذكرين أول مرة قابلتك فيها. . . وكنت تقضين شهر العسل؟. . منذ ذاك اليوم أحببتك، ولكني لم أجد فرصة لأعرب لك عن حبي.

كان زوجي شديد الولع بطفليه. . . لم يكن بعاملهما كما يعامل الأب أولاده، وإنما كان يعاملها كما يعامل الصديق صديقه. لا يكاد يدخل البيت حتى يأخذ طفليه ليشغل كل وقته معها. وأعتاد الطفلان هذه الحياة، حتى أنهما كانا يدعوان والدهما باسمه المجرد، حتى خلا البيت من (بابا) أو (ماما) وكنت أنتقد هذه الطريقة في تربيته لولديه. ولكن رأيه لم يكن ليتأثر برأيي أنا.

<<  <  ج:
ص:  >  >>