للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذات يوم أخذ زوجي يعد معدات السفر مع طفليه. . . مع طفليه فقط!. . وتوسلت إليه أن يأخذني معهما، ولكنه أبى على هذه الرغبة - جان. . . خذني معك. ستحتاج لمن يطبخ طعامكم، ويغسل ملابسكم. . . جان، ربما تمرض الطفلان، فماذا تفعل وحدك؟

ولكن السيارة ابتعدت بهم عن عيوني، فوقفت وراء النافذة أسكب دموعي في حرقة ولوعة.

وسمت دك يقول لي في تأثير شديد لماذا تحاربين حبنا يا ورث؟ إن الحب لأسمى من هذه القيود البغيضة التي تقيد عاطفتك بالأغلال

وأمطرني بسيل منهمر من قبلاته.

وكتبت لجان رسالة طويلة أطلب حريتي. . . وانتقلت مع دك إلى منزل صغير أحلناه إلى جنة صغيرة. ولكن حبي لدك لم يكن كل شئ بالنسبة لسعادتي. . . حب دك لم يستطع أن ينسيني طفلي، فأنا في منتصف الليل استيقظ من نومي، فإذا وسادتي مبللة بدموعي. . . كنت أحلم بهما.

وأقف أمام المرآة فأرى جمالي يعتريه الذبول. . . إنني أكبر من دك بعشرة أعوام، ومعنى هذا أنني أسبقه إلى الشيخوخة بعشرة أعوام. . . وفي هذه المدة من يدري ماذا سيكون. . . ربما انصرف دك عن حبي إلى حب امرأة أصغر مني وأجمل!. . وربما هذا لن يكون. وربما كبر طفلاي فيدركان معنى الأمومة، فيعودان إلي. . . من يدري ماذا يخبئ لي المستقبل. على كل حال، فإنني أتمنى لو أستطيع إعادة عقارب الساعة إلى تلك الأيام التي سبقت دخول دك منزلنا الهادئ لأول مرة.

(البصرة - العراق)

يوسف يعقوب حداد

<<  <  ج:
ص:  >  >>