للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

زغرب عاصمة كرواتيا مهداً خصيباً لهذه الحركة الفكرية الجديدة، وفيها ظهر لودفيت جاي وجمهرة من الكتاب الذين يعملون على تحقيق هذه الوحدة الأدبية

وكان ذلك بدء الأدب اليوجوسلافي الحديث، وقد بدأ هذا الأدب متأثراً بالطابع الساذج القديم، ولكن مشرباً بروح الأدب الغربي الحديث، وكان زعماء هذا العصر نيوجوخ أعظم شاعر يوجوسلافي وصاحب الديوان الشهير (غار الجبل) ومازورانتش الكرواتي، وبرشرن السلوفيني، ونستطيع أن نذكر من الشعراء المعاصرين دوتشتش، وشانتشتش، وراكتش، ونازور، وكيت. ونبغ أيضاً عدد من القصصيين متأثرين بالأدب الروسي والفرنسي، ومنهم ليوبيشا، ولازارفتش، وسرماك، وكوزاراك، ولكوفار، وكانكار

وامتاز عصر ما بعد الحرب باضطراب فكري عظيم؛ وأبدى الجيل الشاب ميلاً جديداً لمتابعة الغرب في نزعاته نحو الأدب والفن؛ وظهرت في حلبة الآداب اليوجوسلافية الفكر القومي والدولي والاشتراكية الجديدة، أو بعبارة أخرى كانت النزعة الثورية تطبع أدب هذه المرحلة، بيد أن هذه النزعة قد اختفت اليوم، وعاد الكتاب والشعراء يعملون في هدوء لإخراج الآثار الأدبية الباقية. ومن زعماء الحركة الأخيرة مشش ودراجان، وهما اللذان جمع حولهما الشباب، لمكافحة النزعة الواقعية التي مازال يدافع عنها أساتذة جامعة بلغراد. وثمة حركة أخرى ربما كانت أكثر رسوخا وهي حركة (التعبير) التي يتزعمها فنافر، ثم مانيولفتش الذي ترك الشعر ليكتب القصة والقطع المسرحية. ومن أقطاب حركة التعبير أيضاً راستكو، وكريانسكي، وهو قصصي شاب يبشر بمستقبل عظيم، وله تلاميذ ومقلدون كثيرون؛ وملادنوفتش الذي أثار بعنف دراماته كثيراً من النقد وبجدا نوفتش الناقد الكبير

على أن هناك عدداً من الكتاب الذين استطاعوا أن يحتفظوا برزانتهم بعيداً عن التأثر بأزمة ما بعد الحرب؛ ولهؤلاء آثار تمتزج فيها النزعة الواقعية بالطابع الإبداعي. وهنالك صفوة من الكتاب والنقدة يجمعهم (نادي القلم) ويكونون ما يمكن أن يسمى (أرستوقراطية أدبية).

وقد تأثرت الحركة الأدبية بالأزمة الاقتصادية الأخيرة، وأحجم كثير من دور النشر عن إخراج المؤلفات الجديدة. بيد إنها أزمة مؤقتة لا يلبث أن يتغلب عليها الجيل الشاب بنشاطه وحيويته الفتاة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>