وبعد فأمر صاحب (اللحية البيضاء) موضوع حديثكم الشيق في الرسالة الماضية ليس بخاف على أهل العلم، فهذا الرجل يشكو إغراقاً في تعويض نقص، وهو علة نفسانية تنشأ مع من تجوهلت شخصيته في طفولته بتحكم الوسط الذي نشأ فيه فحد ذلك من التمتع بالقوة في كافة مظاهرها، وهي غرض كل كائن حي، ونتيجة هذا الحد أن القوة النفسية المحرومة من العمل تلجأ إلى الإغراق في إظهار كيانها لإثبات وجودها المنكور عليها. فالإجرام في ضوء علم النفس الحديث هو تعويض نقص تعويضا مغرقاً
وكان رأي لمبروزو في أوائل هذا القرن أن الإجرام استعداد وراثي، ولكن علم النفس الحديث لا يميل للأخذ بهذا الرأي الآن؛ ويرى أن التربية في سني حياة الطفل الست الأولى مصدر كثير من العلل النفسانية والاجتماعية
على أن هناك تعويضاً طبيعياً: فالأصم الذي تقعده أذنه عن إدراك ما يناله غيره تراه ينزع إلى تعويض هذا النقص بالنشاط في ناحية أخرى. وهنا يكون النبوغ عادة
قال أناتول فرانس مرة: إن نابليون كان متهماً في رجولته، فأشعل الحرب في كل أوربا إعلاناً لرجولته. ومثل هذا القول يقال في كل إنسان حدت ظروفه من ممارسته حقه الطبيعي من القوة
كامل يوسف
عضو المعهد البريطاني الفلسفي بلندن
مراكز الثقافة العربية في القاهرة ودمشق وبغداد
تقدمت المباحثات بين وزارة المعارف وبين الهيئات التعليمية المختصة في كل من العراق وسورية وفلسطين ولبنان في سبيل إنشاء مكتب التعاون الثقافي ين هذه البلاد وإيجاد وحدة ثقافية عربية تجمع الشباب العربي تحت علم هذه الثقافة
وقد علمنا أن النية متجهة إلى إنشاء مراكز لهذه الثقافة العربية الموحدة في كل من القاهرة ودمشق وبغداد يمكن من طريقها تبادل الآراء وإلقاء المحاضرات العلمية والأدبية التي يتردد صداها على نطاق واسع في هذا المحيط