والمفهوم أن الأقطار العربية الشقيقة قابلت مشروع التعاون بينها وبين مصر بارتياح كبير
كم ذا. . .
١ - أشكر للأستاذ الفاضل إبراهيم أبي الخشب دقته وأدبه، ولكني أعجب من إنكاره على سلوك مذهب التخريج والتأويل والإعراب. . . في الحكم على (حافظ وأبي الطيب) حين استعملا هذا التعبير (كم ذا. . .) فقد أراد الأستاذ في كلمته الأولى إقامة هذه العبارة إلى جهة أو التماس شاهد من كلام يحتج به
فأما إقامتها إلى جهة فما أظنها تؤدي معنى غير تخريج العبارة على وجه من وجوه النحو والبلاغة، وهذا ما ذهبت إليه في كلمتي السابقة؛ وكنت ولا أزال أنتظر من الأستاذ أن ينظر في وجوه التخريج التي أخذت بها
وأما المشاهد الذي يتمسك به متابعة للآمدي وأمثاله من علماء أصول اللغة فلا يزال يعوزني، ولعل هذا التعبير من أوليات (أبي الطيب) وعهدنا به مبتدعاً جريئاً. وإني لحسن الظن به وإن غضب (ابن خالويه). والسلام
محمود البشبيشي
٢ - قرأت إجابة أستاذنا الجليل البشبيشي؛ ثم عدم اقتناع الأستاذ (أبو الخشب) بما جاء فيها، فرأيت أن أدلي برأيٍ أعتقد أن فيه شفاء الغلة.
(ا) أرى أن بيت المتنبي (كم ذا بمصر من المضحكات. . .) على هذه الرواية، وعلتي في ذلك أن المتنبي كانت له ألفاظ يكثر استعمالها في شعره، ومن هذه الألفاظ (ذا)(راجع يتيمة الدهر ج١ ص١٣٧ طبعة الصاوي) وقد تابع حافظ المتنبي في مثل هذا التعبير.
(ب) لم أجد شاهداً من أشعار العرب، ولا من مأثور كلامهم على مجيء (ذا) بعد كم على طول ما بحثت، وإن كان هذا لا يمنع من جواز وجوده.
(جـ) مثل هذا التعبير لا يتنافى مع قواعد اللغة، ومن السهل تخريجه بأعراب ذا منادى حذف منه حرف النداء. وكم خبرية حذف تمييزها.
(د) قد يعترض على هذا التخريج من يقول إنني ارتكبت من أجله حذف تمييز كم الخبرية وحذف حرف النداء من اسم الإشارة. وردي على مثل هذا المعترض هين