ادجرات قليلة، وكانت القلعة حصينة، والطريق الذي يصل مكلة بادجرات وعراً، ويمر بمضايق حصنها الطليان لسدها في وجه الأحباش. وكانت الجهة المعرضة للهجوم واقعة إلى الجنوب ومسيطرة على الوادي في انحدار شديد. وكان طول الخنادق حول القلعة ٧٥٠ متراً، وكانت مواضع المدافع صالحة للرمي على مسافات بعيدة. وبلغت القوة المكلفة بالدفاع عن هذه الجبهة ٠٠٠ر٢٠ مقاتل، وكان التقدم في هذه الناحية يلقى عراقيل وموانع، وقد لا ينجح الهجوم على الطليان لمناعة مواضعهم وكثرة مدافعهم ووفرة سلاحهم. وإذا استطاع منليك أن ينقل جيشه من شمالي مكلة إلى عدوى دون علم الطليان فإنه يكون قد هدد طريق (اسمرة - مصوع) وألجأ الطليان إلى الانسحاب من ادجرات، لأن التقدم من عدوى في الجهة الشمالية الشرقية يقطع خط الرجعة على الجيش الطلياني
ولكن كيف يستطيع منليك القيام بالمسير الجنبي بهذا الجيش اللجب دون علم الطليان؟ والأمر يتوقف على الخدعة، والعرب يقولون:(رب حيلة تغني عن قبيلة). وسوق الأسرى وفيهم الجرحى والمرضى من مكلة إلى ادجرات هيأ هذه الخدعة، فأنبأ منليك القيادة الطليانية بأنه سوف يوفد قوة من جيش ماكونين مع الأسرى لحراستهم. فساقهم يوم ٢٥ يناير على طريق (اندرثا) وفي اليوم الثامن غير طريقهم إلى (هوزن) بحجة أن الطريق الأول لا يصلح لسوق المرضى والجرحى؛ وهكذا قدم جيش ماكونين على طريق (مكلة - هوزن - ادجرات) وبحراسة هذا الجيش سير منليك جيشه من معسكره إلى عدوى. ولما وصل الأسرى إلى ادجرات كان جيش منليك في عدوى والتحق به بعد ذلك جيش ماكونين فأصبح مجموع القوة ٠٠٠ر٨٠ رجل
ولا ريب في أن منليك أهمل أمر (ادجرات) واهتم بعدوى. والحقيقة أن لخط (ادجرات - عدوى) خطورة عظيمة من حيث السيطرة على مستعمرة اريترة، أو سد الطرق في وجه المهاجمين لبلاد الحبشة، لأن الخط المذكور كما سبق القول يمر بذرى الجبال التي تؤلف الخط الفاصل بين حوضي نهر مارب ونهر تكاسا. واعتمد منليك على تفوق عدده وتيقن أن الضربة التي ينزلها في عدوى تفتح له الطريق. وما دام هو في عدوى فلا يجرؤ الطليان على التقدم في الجهة الجنوبية الغربية
ولما وصل الجيش إلى عدوى احتل الروابي الشرقية وتأهب للمعركة، فاضطر الجنرال