للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(باراتيري) أيضاً إلى تغيير وجهة جيشه. فبعد أن كان متوجهاً إلى الجنوب توجه إلى الغرب

ولم يستعجل منليك القتال، وكانت لديه مهمات أخرى يريد أن ينجزها قبل العمل، وهي إراحة الجيش، واحتلال المواضع المسيطرة، وتسليح الأهليين في المستعمرة، وحثهم على الثورة على الطليان. فتظاهر بأنه يريد الصلح، وشاغل الطليان بمفاوضات الصلح، فحملهم على البقاء في ادجرات. وطلب من الحاكم العام أن تجري المفاوضات على الأسس التالية:

اعتبار نهر مارب ونهر بلزة خط الحدود، وتصحيح معاهدة كسلا، والاعتراف باستقلال الحبشة. وهكذا أظهر للعالم أنه مسالم. بيد أن الجنرال (باراتيري) أنبأه بأنه غير مفوض بقبول هذه الشروط ما لم يقف على رأي رومة

وفي ١٣ فبراير سنة ١٨٩٦ نجحت تدابير منليك بإغراء الأهليين الذين كانوا قد تطوعوا في الجيش الطلياني مقابل راتب. وفي ١٤ فبراير ترك المتطوعون الجيش الطلياني وانضموا إلى الجيش الحبشي وهاجموا قوة الستار الطليانية في مضيق (اليطا)

وحاول قائد القوة في هذه الجبهة أن يحول دون انضمام المتطوعين إلى الأحباش وأرسل وراءهم فصائل طليانية على التعاقب، إلا أن المتطوعين أحاطوا بهؤلاء واضطروهم إلى التسليم وساقوهم أسرى إلى منليك، فتشجع الأهليون بذلك وثاروا على الطليان، واستولوا على طريق (ادجرات - سنافه)، وقطعوا الأسلاك البرقية؛ وطفق الطليان يشعرون بحرج الموقف إذ قلت الأرزاق، لأن الثوار أخذوا يهاجمون القوافل على خط المواصلات؛ وكانت القوافل تسير بحراسة حاميات قوية ببطء. وأخذ بعض فصائل الجيوش يتقدم نحو أسمرة لعبور نهر مارب والوصول إلى (غودفلاسي)

(يتبع)

طه الهاشمي

<<  <  ج:
ص:  >  >>