للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وعرض للتحالف الذي يطلبه أعداؤنا. فقال: لماذا تنحالف ألنحارب أم لندافع؟ إننا لا نطمع في غزو ولا في إستعمار حتىنحارب. أما الدفاع فإن الشعوب تدافع عن حريتها، وحريتنا هم غاصبوها، فلن يكون دفاعنا إلا موجهاً أليهم. إنهم يخيفوننا بالخطر والروسي، فعلى أي شيء نخاف عليها. . ولكنا ستأخذها بأيدينا، وبعد ذلك نعرف من نعادي ومن نصادق، سنعادي الدولة التي تعتدي علينا ولو كانت روسيا القوية، وسنصادق الدولة التي ترعى حقنا ولو كانت تركيا الضعيفة!

وناقش الحلف الرباعي الذي رفضته مصر هكذا: تبت في أمريكا فكرة تدعو إلى نفض يد أمريكا من مساعدة بريطانيا من منطقة الشرق الأوسط. وفرنسا التي إستسلمت في الحرب الماضية من أول طلقة مدفع، ستسلم في الحرب القادمة عند أول صفارة إنذار. . وتركيا متاخمة لروسيا، لروسيا، فهل ستحمي نفسها أم ستحمينا. .؟ سنبقى إذن مع بريطانيا وحدها، وبريطانيا لم تعد إلا قوة ذهبت ولن تعود، فهل نتحالف مع الذكريات. .؟

وضرب الأستاذ الشناوي مثلا - لوجوب مواجهة العدو القوي ولو بقوة أقل من قوته - أبا أيوب الأنصاري، إذ خرج إلى القتال وهو شيخ هرم، فأراد أصحابه منعه، فقالوا له: إن الله تعالى يقول (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) فقال لهم: لا تفسروا كتاب الله على هواكم. . إنما هذه الآية نزلت فينا معشر الأنصار لكي لا نقعد عن الجهاد فنهلك، فما التهلكة إلا القعود عن الجهاد. .

عباس خضر

<<  <  ج:
ص:  >  >>