للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هو مجرى الإدراك الحاسي ويعبر عن نفسه بطريقة هلوسية. وعلى هذا تتحول أفكار الحلم الكامنة إلي صور حاسية ومناظر مرئية، وتتزيا الأفكار والصور بزي يبدو لنا جديداً عجيباً. ولما كان الجهاز اللفظي عاجزاً عن العمل في حالة النوم فهو لا يستطيع التعبير عن الارتباطات الفكرية الدقيقة ويتخلف عن هذا مواد فكرية خامة لا تماسك بين بعض أجزائها والبعض الآخر فهي تشبه تعبير الشخصي البدائي. وقصارى القول أن هذا المنبه الفكري المكبوت يتراجع إلى طرق قديمة في الجهاز العقلي بتأثير الرقيب االحلمي، ويعبر عن نفسه على نمط الإنسان الفطري بالرموز التي أصبحت غريبة على الوعي ولكنها كامنة في العقل الباطن. على أن التغييرات التي تطرأ على العناصر التي تحتوي عليها الأفكار الحلمية على جانب عظيم من الأهمية فإن هذه الأفكار تتكثف بحيث تتكون منها وحدات جديدة كما سنرى فيما يلي.

عندما تترجم الأفكار إلى صور تعبر هذه الصور عن أفكار كثفت واعتصرت وقد يمثل بسبب هذا التكثيف عنصر واحد في الحلم المحسوس عدة عناصر من الأفكار الحلمية، ولكن على النقيض من هذا قد يمثل عنصر واحد من الأفكار الحلمية عدة صور مرئية في الحلم.

وهناك ظاهرة هامة أخرى، هي ظاهرة الإزاحة أو النقل وتنطوي على نقل أهمية فكرة إلى أخرى، وتعد هذه الإزاحة في الوعي كخطأ في التفكير، أو كوسيلة للمزاح. إن الأفكار الفردية التي تكون عناصر الأفكار الحلمية ليست كلها ذات أهمية متساوية، لأن كلا منها مزود بطاقة عاطفية أو انفعالية تتفاوت في قوتها. وتنفصل في الحلم هذه الطاقات العاطفية عن الأفكار، وحينئذ تتحول إلى طريق آخر أو تعدل أو تختفي من الحلم كلية أو تبقى كما هي. وقد تعود الأفكار التي سبق أن حرمت من طاقتها الانفعالية إلى حلم في شكل صور حلمية حساسة، وبذلك تتعلق الأهمية بعناصر لم تكن ذات أهمية، وعلى هذا نرى أن الصور المرئية البارزة في الحلم التي تعتبر أهم عناصره، ليست في حقيقة الأمر أهم عناصر الأفكار الحليمة، كما أن العناصر التي تبدو قليلة الأهمية في الحلم قد تكون في الواقع أهم عناصره، ولكن قلت أهميتها في الحلم بسبب حرمانها من الطاقة الانفعالية أو العاطفية. وهذا هو السبب في أن الحلم يبدو غريباً غير مفهوم. من هذا يتضح أن الإزاحة

<<  <  ج:
ص:  >  >>