نثر ولم نسخط، فنحن إذن:(نوكى قعاديد) ونحن إذن (فسول أفيكون مدخولون في عقولنا)
وأعتقد أن هذا وأمثاله لم يعد لغة في النقد في هذا الزمان. فالنقد لم يعد يقبل أن تستثير ضد الرأي الأدبي الذي تخالفه نخوة الدين ونخوة العرض ونخوة الأخلاق، وأن تتهم بلا حساب كل ناقد أدبي يخالف رأيك في نخوته وشرفه ومروءته ونجدته وتحيزته)!
أحسبه أراد أن يقول: إن لكل من مؤلف شهرزاد ومؤلف أحلام شهرزاد رأياً في المرأة يختلف عن رأي الآخر ويؤثر عليه في اتجاهاته الأدبية؛ فتلك قضية كان يمكن أن تؤدي بأعف من هذه الألفاظ وأكرم. ولقد أديتها في مجلة (المقتطف) في حدود أوسع من هذه الحدود، وأديتها واضحة صريحة مفهومة، ولم أجدني محتاجاً إلى كل هذا العناء!
وبعد فالأستاذ يكرر مرة ومرة:(أنه لا يبغي بما كتب أن يرضي أحداً أو أن يغضب أحداً) فأحب أن أطمئن الأستاذ (وهو حديث عهد بالعمل تحت رياسة المستشار الفني) أنني جربت مؤلف (أحلام شهرزاد) في نظرته للنقد الأدبي، وعلمت أنه لا يثير غضبه ولا يستوجب رضاه! والسلام
سيد قطب
هل ذو القرنين هو كورس الفارسي
أخذت في العدد - ٥٠٧ - على بعض الفضلاء أن ما ذهب إليه في ذي القرنين لا يتفق مع القرآن ولا مع سؤال اليهود، لأنه يرى أن الآيات الواردة في ذي القرنين هي في الحقيقة تاريخ دولة برمتها، وهي دولة الفرس من كورش إلى دارا الثالث، مع أن كلا من سؤال اليهود وتلك الآيات صريح في أن ذا القرنين شخص واحد، لا تاريخ دولة برمتها. وقد عاد هذا الفاضل في العدد - ٥٠٨ - إلى تأييد رأيه بعد تهذيبه بتأثير ما أخذته عليه، فذهب إلى أن الآيات القرآنية تمثل تاريخ ملك واحد لا دولة برمتها، وإلى أن ذلك الملك هو كورش منشئ الدولة الفارسية، وذلك باطل أيضاً من وجوه.
١ - أن كورش حينما اتجه إلى السكيثين المعروفين الآن بالتتر لقيته الملكة طوميريس بجيوشها، فوقع بينهما حرب شديدة انتهت بأسره وقتله، وهذا لا يتفق مع ما ذكره القرآن عن ذي القرنين حين وصوله إلى بلاد التتر، فهو لم يقتل هناك كما قتل كورش، وإنما بنى