الفرزدق) في (الرسالة الغراء) في سنتها السابعة، وبينت هناك ما بينت.
وهذا قول لم أروه في تلك المقالات وهو الأديب العظيم أبي بكر محمد بن يحيى الصولي في كتابه الفائق (أخبار أبي تمام): كنت عملت (أخبار الفرزدق) وبدأت (به) وفي نيتي عمل أخبار جرير والأخطل بعده، وإنما بدأت بالفرزدق لقوة أسر كلامه، وكثره معانيه، وجميل مذهبه، ولأنه يتقدم عندي الاثنين من طبقته في شعره، أعني جريراً والأخطل، ولا أعيب من يقدم عليه إذ كنا نجد أئمة من العلماء لهم فيهم أراء مختلفة، وتقديم لبعضهم على بعض، ولكنني في حيز من يقدم الفرزدق. وابتدأت في عمل أخبار جرير، فبلغني أن قوما تضمنوا عملها حلافا على وكياداً إلي، فأمسكت عن إتمامها امتحانا لصدقهم، فمات بعض وبقى آخرون، ولم تعمل حتى الساعة. . .
ج ٢ ص ٢٦٩:
لو دام لي في الورى وعاتقة ... لما حفلت بدى قربى ولا رحم
ولا بكرت إلى حلو لنائله ... ولا التفت إلى شيء من النعم
قلت:(لما حفلت) حفل يحفل (ولا بكرت إلى خلق لنائله) بكر إلى شيء - من باب قعد - أتاه بكرة أو في أي وقت كان، وبكر إلى الشيء كفرح عجل كما في التاج. وخلق اسم ومصدر كما قال سيبويه في (الكتاب) أو أصله مصدر كما في الصحاح. وخلق هنا أمثلة في قول المتنبي:
ولا تشكَّ إلى خلق فتشمته ... شكوى الجريح إلى الغربان والرحم
والعاتقة في الشعر - وهو لجحظة البرمكي - هي الخمر.
والمعروف خمر عاتق وعتيقة ومعتقة وعتاق. قال حسان (رضى الله عنه):
تبلت فؤادك في المنام خريدة ... تسقى الضجيع ببارد بسام
كالمسك مخلطة بماء سحابة ... أو عاتق كدم الذبيح مدام
ج ٩ ص ١٧٨: فكم أهل هدته - نصر الله عزائمها - بعد الضلال، وحر استنقذته من حبائل الأقلال، ومرهق خففت عنه وطأة الزمن المتثاقل، وطريد بوأته من حرمها أمنع المعاقل.
منازل عز لو يحل ابن مزنة ... بها لسلا عماله من منازل وجاء في الشرح: ابن مزنة