للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وكان قد اعتزم المسير، فسألته الآنسة:

- (ولكن إلى أي مكان أرده؟)

فقال: (اسمي قيصر سمث)

وسرعان ما حدقت فيه الآنسة وقالت:

- (ما أروعه اسما! قيصر؟)

وأجاب في تواضع القنوع: (أي، ولماذا؟)

ثم فاه بكلام كبير المغزى إذ قال:

- (لا تكلفي نفسك مشقة إرجاع المعطف)

ثم سكت برهة وقال:

- (سأحضر بنفسي لآخذه)

فترددت الآنسة لحظة ثم قالت:

- (حسنا. إني أدعى شيلا هيرست وأسكن في شارع مونرو رقم ١١٤)

وأسرع في ارتشاف ابتسامتها العذبة واستمر يتابعها بنظراته حتى أدركه جارف من الماء انساق إليه من حافة قبعته، فذكره بأن الوقت قد حان ليرجع إلى المنزل

وفي المساء التالي ذهب ليسترجع معطفه؛ فتعرف إلى المستر هيرست وزوجته، وقد استبقياه لتناول الشاي. وفي خلال ذلك تعرف إلى (المستر راند) الذي كانت له حظوة عند كل فرد من عائلة هيرست. وتراءى لقيصر أن تلك الحظوة وذلك العطف فيهما الكثير من المبالغة التي لا مبرر لها. وكان للمستر راند سيارة اتفق المجتمعون على أن يستقلوها إلى الشاطئ. وهنالك لم يجد قيصر من يتحدث إليه غير المستر هيرست، إذ أن راند كان يسير في صحبة (شيلا) على بضع خطوات خلفهما. ثم دعوا قيصر إلى العشاء في ذلك اليوم، وفي خلاله اختصته شيلا بابتسامة عذبة

وانتهى الأمر بقيصر إلى هذا الحد. ومنذ ذلك اليوم وهو يحمل وجها عبوسا، وما ذلك إلا لتأكده من أن مشاعره تحمل الحب لشيلا، ولكن أي أمل له - وهو الموظف البسيط ذو الأجر الضئيل - في آنسة يبتغيها لنفسه رجل مثل (راند) الثري. وبالمال الوفير تستهوى كل آنسة؛ ثم ماذا يقدمه لها عوضا عن المال؟ أيقدم اسمه العظيم الذي لم يحسن حتى اليوم

<<  <  ج:
ص:  >  >>