فأطلق له ثلاث مائة دينار فجاء بها إلى أبيه وهو جالس في حانوته مُكبّ على صنعته فوضعها في حَجْره وقال: خذها فاشتر بها زيتاً. . .
٦٤٤ - أستعين بالله عليكما!
وقف أحمد بن أبي خالد الأحوال وزير المأمون بين يدي المأمون، وخرج يحي بن أكثم من بعض الأماكن فوقف، فقال له المأمون: اصعد، فصعد وجلس على طرف السرير معه. فقال أحمد: يا أمير المؤمنين، إن القاضي يحيى صديقي، وممن أثق به في جميع أموري، وقد تغير عما عهدته منه.
فقال المأمون: يا يحيى إن فساد أمر الملوك بفساد خاصتهم، وما يعد لكما عندي أحد، فما هذه الوحشة بينكما؟!
فقال له يحيى يا أمير المؤمنين، والله إنه ليعلم أني له على أكثر مما وصف، ولكنه لما رأى منزلتي منك هذه المنزلة خشي أن أتغير له يوماً فأقدح فيه عندك، فأحب أن يقول لك هذا ليأمن مني، وإنه والله لو بلغ نهاية مساءتي ما ذكرته بسوء عندك أبداً.
فقال المأمون: أكذلك هو يا أحمد!
فقال: نعم يا أمير المؤمنين.
قال: أستعين بالله عليكما فما رأيت أتم دهاء ولا أعظم فتنة منكما.
٦٤٥ - شهيد. . .
في (الأغاني): قال محمد بن عبد الملك لبعض أصحابه: ما أخرّك عنا؟ قال: موت أخي. قال: بأي علة؟ قال: عضت إصبعه فارة فضربته الحمرة.
فقال محمد: ما يرد القيامة شهيداً أخس سبباً، ولا أنزل قاتلاً، ولا أضيع ميتة، ولا أظرف قتلة من أخيك. . .
٦٤٦ - فشكرت رضواناً ورأفة مالك
قال أبو الفضل أحمد بن محمد الخازن في أبي القاسم هبة الله بن الحسين الأهوازي الحكيم وقد أضافه وأدخله بستانه وداره وحمّامه: