للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وافيت ساحته فم أر خادماً ... إلا تلقاني بوجه ضاحك

ودخلت جنته، وزرت جحيمه ... فشكرت رضواناً ورأفة مالك

والبشر في وجه الغلام أمارة ... لمقدمات حياء وجه المالك

٦٤٧ - . . . وأنا آكل عيونهم

في (نفح الطيب): حضر القاضي أبو الوليد هشام الوقشي يوماً مجلس ابن ذي النون فقُدّم نوع من الحلوى يعرف (بآذان القاضي) فتهافت جماعة من خواصه عليها يقصدون التنديرعليه، وجعلوا يكثرون من أكلها. وكان فيما قدم من الفاكهة طبق فيه نوع يسمى (عيون البقر) فقال له المأمون: ياقاضي، أرى هؤلاء يأكلون أذنيك!

فقال: وأنا أيضاً آكل عيونهم، وكشف عن الطبق، وجعل يأكل منه. وكان هذا من الاتفاق العجيب.

٦٤٨ - فاشدد يديك بها. . .

اشترى رجل من أصحاب يعقوب الكندي الفيلسوف جارية فاغتاظت عليه، فشكاها إلى يعقوب، فقال جئني بها لأعظها، فجاء بها إليه فقال: يا لعوبة، ما هذه الاختيارات الدالات على الجهالات؟ أما علمت أن فرط الاعتياصات، على طالبي المودات، الباذلين الكرائم المصونات؛ من الموبقات المؤذنات بعدم المعقولات.

فقالت الجارية: أما علمت أن هذه العثنونات، المنتشرات على صدور أهل الركاكات، محتاجات إلى المواسي الحالقات؟

فقال يعقوب: لله درها! فلقد قسمت الكلام تقسيما فلسفيا فاشدد يديك بها. . .

٦٤٩ - سبل الغواية والهدى أقسام

كان عبد الرحمن بن أبي عمار من قراء أهل مكة، وكان يلقب بالقس لعبادته، ثم شغف بقينة من مولدات المدينة اسمها سلامة، وافتتن بها وغلب عليها لقبه، فقيل لها (سلامة القس) ومن قوله في فتنة عشقه:

قد كنت أعذل في السفاهة أهلها ... فاعجب لما تأتي به الأيام

فاليوم أعذرهم وأعلم أنما ... سبل الغواية والهدى أقسام

<<  <  ج:
ص:  >  >>