لماذا. . لماذا تغاضيت عني. . أما لاحتجابك عني مدى
أفي كل يوم تدق الرسالة كفي ولكن يموت الصدى
فما أنت تسمع هذاالنداء. . وما أنت ترحم تلك اليدا
وفيها من الدق جرح - يزول بعطفك إما بدا
أتتركني - لنفسي، لجرحي، هنا منشدا
وما من سميع، وما من مجيب إلى أن يلف حياتي الردى
ويمضي خيالي مع الهالكين - وشعري أيذهب مثلي سدى.
بربك تفسح صدر الرسالة. حتى أخط لنفسي، الطريق
فكم أنت نميت نبياً ضعيفا - بفضلك أصبح روضاً وريق
ورويته فاستوى عودة، وغنى الحياة بلحن رقيق
أفاض على الكون عذب النشيد فأسكره بالشذا والرحيق
ولولاك ما كان إلا صدى خفوتا - يواريه صمت عميق
أتتركني في هجير الحياة وأنت أب - من قديم - شفيق
وتهمل شعري فمن يا ترى بصدر الرسالة غيري خليق.
ومن يا ترى سيغني الجراح فيمكن فيها صراخ الألم
سوى شاعر يسنلذ الدموع ويقتات من همة المحتدم
أغانيه، ألحانه. . صورة لدنياه. . ويرسمها. . بالقلم
يود يرى شعره. . دمه. . يردده كل قلب وفم
فيفرح قبل اقتراب الرحيل وتطوى كف العدم
إليك أقدم شكوى الضعيف الخصم وأنت الحكم
فإن شئت أسبغت حولي رضاك فألفيتني صادحاً في القمم
وإن شئت قيدتني في السفوح. أغني، أغني، هنا للرمم.
كيلاني حسن سند
(الرسالة) لعل في نشر الشكوى إشكاء للشاعر الفاضل.