نشرت الرسالة في عددها (٩٧٧) قصيدة بعنوان (خطوط) الأستاذ محمد مفتاح الفيتوري، فدفعني جمال شعره إلى إنعام النظر فيه، والتعقيب عليه بكلمه لا تفي بما يدور في القلب؛ ومن العلامات الرئيسية على مكانة الشعر في النفوس، ووقعه الجميل في القلوب، النقد البريء له وإبداء الرأي الصحيح فيه.
يقول الشاعر في وصف الحصير العتيق:
حصير تقادم حتى يكا ... د يخضر يرجع عشباً نضير
وكل ما تعلم أن الحصر المتقادم يسود ويعفن إن كانت هناك رطوبة، كما هو شأن حصر الفقراء، وكيف يكاد يخضر ويعود إلى عشب نضير؟ ويسند في بيت آخر الإهراق إلى (معول) فيقول:
وبهرق معولة في تراب ... ليالية محتفرا رمسه
ولا أستطيع أن أتصور - في حدود طاقتي التصويرية - إهراق (المعول) في التراب، إنما الذي أستطيع تصوره هو الهدم به، وإهماله والتدمير به.
وختاما أود تكون هذه الكلمة بداءة صداقة متبادلة بين شاعر رقيق وقارئ معجب بشاعريته.