للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

سلامة حجازي والشيخ سيد درويش، وقد أدرك الجمهور بحاسته الصادقة ما في هذا الصنيع النبيل من تقدير عبد الوهاب للسابقين الخالدين من رجال الفن، فقدره قدره وأولاه من أجله ما يستحق من الثناء والحمد الجميل. وعبد الوهاب خليق بالشكر لهذا الشعور الذي لا يصدر إلا عن فنان حق.

ومن مميزات هذا الفلم أنه يعطي الجمهور (في ثنايا القصة) صورة رائعة عن خلق الفنان وشهامته ونبله، وكيف تتسع روحه الكبيرة للتضحية العظيمة عن رضى وكرم، في سبيل فكرة أو في سبيل عاطفة صادقة من الإقرار بالجميل والاعتراف به. وما أروع هذا الموقف الذي نرى فيه (جلالا) وهو يعد، وعد فنان، أن يقطع صلاته بحبيبته (رجاء) ثم يكون عند وعده

وهذه الصورة النبيلة التي أرادها عبد الوهاب (لجلال) الفنان. . قد تبرر ما يؤخذ على القصة في هذه النقطة، والشخصيات التي نتخيل فيها مثلنا العليا لا تحدها الاعتبارات المألوفة والغايات القصار المدى. ولا شك أن (جلالا) كان مثلاً أعلى في التضحية السمحة الكريمة فرفع شأن رجل الفن وأعلى من مكانته، وجعله في مركز أسمى من كل هذه الشخصيات التي ظهرت إلى جانبه في القصة، وكلها مترفة تنعم بالجاه والمال، وتلقى أينما حلت الاحترام والإجلال، أما هو فليس أكثر من جلال أفندي. . . ولكنه فنان، وحسبه ذلك فخرا وكفى.

أما ميزة الفلم الكبرى بظهور عبد الوهاب فيه فهذا ما أر جيء الحديث عنه الآن.

قصة الفلم بسيطة، لا تعقيد فيها ولا تشعب، يتتبعها المشاهد في سهولة ويسر، وأعتقد أنها توافق تماما الغرض الأول الذي رمى إليه من وضع هذا الفلم ومن إسناد دور البطل فيه إلى عبد الوهاب الموسيقار، فشخصية (جلال) هي الشخصية البارزة وتجري حوادث القصة حولها متخذة من الشخصيات الأخرى بطانة وحاشية لها. على أن القصة تسير في بطئ، وكان يمكن تفادي ذلك في وضع السيناريو أو في التقطيع (ديكوباج) وهذا ما سنفصل الحديث عنه بالكلام عن الإخراج.

قام الأستاذ محمد عبد الوهاب بتمثيل دور (جلال) الشاب الوديع، الهادئ، الوقور. . . . وفي عبد الوهاب نفسه كثير من شخصية جلال من هذه النواحي، ولذلك كان فيه طبيعيا

<<  <  ج:
ص:  >  >>