أيتها الإسكندرية، اغضبي من اليوم عليهم. اغضبي غضبة لا تعرف الهوادة ولا تعرف اللين، فليسوا جديرين بعطف منك ولا وفاء! ولتغضب مصر جميعا لغضبة الإسكندرية، لتغضب. . . فأنا نحب الخير ونحترم مثلهم، ولسنا عبيد الألقاب، ولسنا قطيعا في مزرعة الوجهاء.
إن للفقراء حقا مشروعا في رقاب الأغنياء. طلبوه اليوم منهم فأنكره هؤلاء. . . فليذهب كل ما كان لهم في نفوسنا من حب، وليذهب كل ما كان لهم فيها من تقدير. . .
ولتبق نكبة الإسكندرية ماثلة في أذهاننا دائما، لتذكرنا بأن للإنسان حقوقا طبيعية في المجموع الذي يعيش فيه.
تتمثل هذه الحقوق - أول ما تتمثل - في أننا يجب أن نسعى إلى حياة معتدلة، فيها رخاء لنا جميعا، وتحصين لنا جميعا. فلا تعيش طائفة جاحدة منا عيشة فائقة الثراء. . . وتحيا أخرى حياة الأغنام!
أيها العاجزون المحتاجون المنكوبون، لا تفكر طويلاً في عطف القادرين. . . أيها الفقراء، لا تثقوا كثيرا في قلوب الأغنياء. . . فلا يعرف الألم إلا من قاساه في يوم من الأيام. . .