ليست هي تلك السودنة التي تقشعر منها الأبدان كلما ذكرت، بل هي سودنة خفيفة لطيفة، لم تفرضها السياسة وأساليبها الملتوية، وغايتها المظلمة، وإنما فرضها أمر يدل على وحدة التقاليد بين شطري الوادي، جنوبه وشماله، وخاصة ذات الطابع الديني منها، كتلك التي تحرص على أن تشرك الابن في جزء من أسم أبيه، لينال كل منهما شرف إطلاق (محمد) عليه.
نشرت (الرسالة) الغراء في عددها ٧٩٢ قصيدة بعنوان (الدوحة الذاوية) وهي قصيدة كان على إن أسودنها قبل أن أدفع بها إليها فاضع بجانب اسمي (السوداني)، ذلك لأن الأستاذ (محمد محمد علي) يشاركني أو أشاركه في الاسم الكريم وقد سبقني إلى الرسالة شاعراً وكاتباً، وإلا لوجب عليه هو أن (يمصر) اسمه وأعفى أنا من هذه السودنة الخفيفة اللطيفة برغم اعترافي له بالسبق في ميدان العلم والأدب.