للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد جاءت (لا تقصروا) بالصاد، وهي بالسين، وما قيل في الإبدال في هذا الباب معلوم، بيد أن قصة (أبي صالح. . .) تقسرنا على أن نقصر (القسر) على الإجبار أو الجبر و (القصر) على الحبس. والقول المروي ينسبه ناسبون إلى علي (رضوان الله عليه). والحق الذي لا مرة فيه أنه إغريقي سليل إغريقيين، وقائله - كما أخبروا - هو الحكيم أفلاطون. وقد ترجمه أبو الفرج بن هندو فيما عرب من الحكم اليونانية في (الكلم الروحانية) وربما نقل القول من قبل. ولو شاء الخليفتان الثاني والرابع (رضي الله عنهما وعن جميع الصحابة) أن يقولا شيئاً في هذا المعنى لقالا نقيض ذاك الكلام، إذ يستحيل أيما استحالة أن يرى صاحبا رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه) أن لكل وقت آداباً، كأن الآداب (أزياء) نساء في المعاهر في باريس، فيوصيا أهل دهرهما بهاتيك الوصية العريقة في الإغريقية

قل: إن ذلك إنما يقوله ويوصي به يونانيون، رومانيون، أوربيون، أمريكيون، عربيون عصريون، لا صحابيون ولا تابعون ولا مهتدون بهديهم

يا كتاب، يا رواة، اعقلوا. . .

(طنطا)

(أزهري)

حول شمال أفريقية

١ - إلى حضرة نصير العروبة الأستاذ الكبير ساطع الحصري:

في جوابكم المنشور في العدد ٣٣٩ من الرسالة الغراء على كلمة لي سابقة حول رحلتكم إلى (شمال أفريقية) ما يدعوني إلى الخجل إذ كانت سبباً في تألمكم. غير أني سررت لنتيجتها كما سر الشباب المغربي الطموح، فقد كانت باعثة لكم على إفادتنا بأشياء وإطلاعنا على أشياء. وكنت أود تحريضكم على كتابة فصول عن مشاهداتكم في المغرب، إذ نعد ذلك فرصة نرجو ألا تضيعوها علينا، لأن وجود العراقي أو المصري في بلاد المغرب (أندر من وجود المطر في القاهرة). وإذا وهبتمونا قليلاً من وقتكم ووصفتم للعرب في (رسالتهم) بعض بلادهم، فستشكركم العروبة قبل أن يشكركم أبناؤها.

وأما الملحوظة التي ذكرتم عقب جوابكم، فستصلكم مني في شأنها رسالة خاصة لمقركم

<<  <  ج:
ص:  >  >>