للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الديانة المسيحية في نظره والدين الذي يجب أن ينتشر في كل ألمانيا. ولعل ما في نفسية هتلر من اعتكاف وغموض وانزواء في وكره، وكذلك ما في نفسية روزنبرك من اعتزال عن العالم وحب الانزواء، هما اللذان جرَّا هذين الرجلين إلى التصوف مع ما بين التصوف والوطنية الاشتراكية من تباين في النظر إلى الحياة والكفاح

والواقع أن هذا التصوف ولو حاول روزنبرك وغيره إسناده إلى الجرمانية القديمة فإن من الصعب إثبات ذلك لعدم وجود نصوص تاريخية تثبت ذلك ولأن هذا الرجل كان هو نفسه تلميذ المتصوف (البرت فون بولشتيد) الشهير المترجم للكتب العربية والمتأثر بذلك، ولأن أفكار (مايستر ايكهارت) واصطلاحاته عبارة عن نسخة طبق الأصل للفلسفة الإسلامية واصطلاحاتها. ولو كان روزنبرك من المستشرقين لغير رأيه تماماً. وروزنبرك نفسه ليس من الاختصاصيين في هذه الموضوعات بل هو كاتب عاطفي ساعدته الظروف على ذلك

ويظهر من هذه التعاليم أن التصوف وهو (التسليم) والتعمق في البحث بإعطاء النفس في العرف الألماني، ونظرية الإشعاع الإلهي واختلافه باختلاف الناس، ثم في سهولة توجيه الرأي العام الذي أخذ يميل بعد الحرب العظمى إلى درس المسائل الروحية هي التي دفعت بالوطنية الاشتراكية إلى إحياء فكرة التصوف والبحث عن دين جديد يتفق مع مبادئ الوطنية أو يكيّف على حسب آراء هتلر ومبادئه.

جواد علي

خريج جامعة هامبرك بألمانيا

<<  <  ج:
ص:  >  >>