المتصوف الألماني الشهير مايستر إيكهارت ١٢٦٠ - ١٣٢٧ أحد أساتذة الطريقة الدومينيكانية المسيحية وتلميذ اللاهوتي الألماني الشهير ألبرت فون بولشتيد ? ١٢٠٦ - ١٢٨٠ أحد رؤساء هذه الطريقة كذلك، وأحسن رجل اطلع على الفلسفة العربية اليهودية في زمانه، فقد درس اللغة العربية واللغة العبرية، وترجم كتب الفلسفة والطب والتصوف إلى اللاتينية، لغة العلم والدين إذ ذاك، وكان من أعظم المختصين بفلسفة ابن سينا. واليهودي ابن ميمون وقد تأثر به تلميذه هذا مايستر إيكهارت فمال إلى التصوف وصار الألمان يعتبرونه المؤسس لما يسمى بالتصوف الألماني
وقد أثرت آراء مايستر إيكهارت في عصره تأثيراً عظيماً ولاسيما في مقاطعات الراين حتى اضطرت الكنيسة إلى محاكمته بتهمة الهرطقة والخروج على الدين؛ وظل تأثيره مدة طويلة حتى عصر النهضة الأوربية. كان يرى أن المعرفة لا تكون بممارسة الطقوس الظاهرية؛ إنما تتم بالتفكير العميق، وخرق الحجب بالتأمل والتدقيق، بعبارته المشهورة (إن أردت اللب فعليك بكسر القشرة) , وكذلك بعبارته المشهورة:(تعميق البئر ينتج ماء أكثر) والمعرفة هي الوجود ذاته وبواسطة هذه المعرفة نتوصل إلى إدراك علة الوجود ولكن هذا الإله هو في كل مكان لم يكن شيئاً، فخلق نفسه بنفسه؛ خلق النفس وجعلها مساوية لنفسه تماماً فلا يستطيع أن يؤثر عليها أبداً إذ هي حرة طليقة؛ ومن هذه الروح وبواسطة الانهماك في معرفة الحقائق نستطيع الوصول إلى درجة الوحدة أو الاتحاد مع الله حيث تكون الروح كالمرآة بالنسبة لله تماماً، ويقول في ذلك:
(أحمل فيّ صورة الله: متى أراد رؤية نفسه نظر فيّ ولو أني مثله) والصلة بيني وبين الله هي المحبة وهي كذلك في جميع أجزاء العالم، والله نفسه يحب ذاته في مخلوقاته وأعماله، ولولا مخلوقاته هذه لما كان الله خالقاً بل ولم يكن الله موجوداً، فلولاي لم يكن الله، ويتصل شعاع الله بالقوى النفسية العلوية ? فيحصل من جراء ذلك إدراك الحقيقة والمعرفة
ويرى روزنبرك أن مايستر إيكهارت قد تكلم وعبر عن عقلية آرية جرمانية ومعتقد قديم، لذلك يريد إحياء تعاليمه هذه وبعثها على يد الوطنية الاشتراكية إذ لا طقوس ولا كنيسة كاثوليكية أو بروتستانتية، بل مبادئ صوفية يجب أن يخضع لها الجميع. وهذا هو خلاصة