نستطيع أن نجد من يشبه الجاحظ في فهمه للمسائل الأدبية وفي بصيرته بالأدب والشعر وفي (الذوق الأدبي)، وأن نجد من يشبه الجاحظ أو يبرز عليه في النقد الأدبي؛ ولا أقدِّم على ذلك دليلاً سوى تصحيح زكي مبارك نفسه لكتاب زهر الآداب وتعليقاته وتصويباته الأدبية والتاريخية عليه وعلى غيره من الكتب ورسالته عن كتاب الأم ونسبته للشافعي
وكذلك نستطيع أن نقول ذلك عن أسلوب الجاحظ وعن أساليب عدة من فحول الأدب القديم، لا نستثني من ذلك سوى أصحاب المقامات كالحريري والزمخشري.
وأسلوب الشيخ المراغي في الكتابة والخطابة، وأسلوب الزيات في (الرسالة)، وأساليب غيرهما من الباحثين والأدباء والمفكرين في عصرنا، نستطيع أن نقيم الميزان بينها وبين أسلوب الجاحظ وغير الجاحظ من أهل القديم. وقد نجد بالموازنة أننا خير منهم. وليس لهم إلا أن الزمن تقدم بهم فارتفعت بهم قداسة التاريخ