للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(لم تزل مصر كعبة الشعر في ال ... شرق، وفي كفها لواء الزعامه)

إن يوماً يفوتها السبق فيه=لهو يوم المعاد، يوم القيامه!

كنت أردد هذه الأبيات ثم أبحث عن علي محمود طه فلا أجده إلا في قصيدة أو مقطوعة تسفر بها إلينا جريدة أو مجلة، حتى لقيته في المقتطف ذلك اللقاء الكريم المفاجئ، في منظومته الطويلة (الله والشاعر). . . فقلت: نفحة أرجو أن تتلوها نفحات. . . وكان علي محمود طه في هذه المنظومة الرائعة عاصفة مكبوتة تريد أن تنطلق. . . أو تريد أن تحاج الأرض والسموات

ما أثمت روحي ولا أجرمت ... ولا طغى جسمي ولا استهترا

عناصر الروح بما ألهمت ... أوحت إلى الجسم فما قصرا؟

فلما أتيت على آخر المنظومة

فابتهلي لله، واستغفري ... وكفري عنك بنار الألم

وقدمي التوبة، واستمطري ... بين يديه عبرات الندم

رثيت له وأعذرته

ثم ملأ أيدينا الممدودة (بالملاح التائه) فبادرت إلى (الله والشاعر) أستعيدها، وأستغفر الله لهذا البلبل الشادي. ثم ذكرت رثاءه لشوقي فطويت الصفحات إليه، ووقفت عند هذا البيت:

أيها المسرح الحزين عزاء ... قد فقدت الغداة أقوى دعامه

فطويت الملاح التائه، وجلست مسترخي الأعصاب شارد اللب، لا أفكر لا في مسرحنا هذا الحزين، وأدبنا ذاك الشاحب؛ فلما عدت إلى نفسي، أو عادت إلي نفسي، أخذت أقرأ حتى استوقفني هذا البيت:

ولك اليوم همة في شباب ... ملئوا العصر قوة وهمامهْ

فوجدتني أردد بيت شوقي.

شباب قنع. . . . . .

رددته مرتين ثم أمسكت، فلما قرأت هذا البيت:

لم تزل مصر كعبة الشعر في ال ... شرق، وفي كفها لواء الزعامه

ذكرت وفود الشرق التي بايعت شوقي في بيت حافظ، فطويت الملاح التائه وانصرفت عنه

<<  <  ج:
ص:  >  >>