لقد رأيت قلعة مصر وقلعة دمشق وقلعة حلب وأرسلت كلمة تحت عنوان أمجاد ثلاثة للعروبة أدعو إلى إصلاحها كما فعل الفرنسيون بقلعة الحصن أي حصن الأكراد الواقع بأراضي سوريا.
أما قلعة مصر فقد كانت كرسي السلطنة في أزهى العصور حينما كانت مصر بحق حامية الإسلام وحينما كان الناس يقولون القلعة المحروسة وهذه القلعة ليست لمصر وحدها بل للإسلام وأمم العروبة التي شاركتنا في السباق أمجادنا وهي ليست للجيل الحاضر بل للأجيال القادمة.
وما يقال عنها يقال عن قلعة دمشق وقلعة حلب، ولقد عمل الفرنسيون عملا هائلا في قلعة بلادنا هي قلعة الحصن، وكان غرضهم أن يثبتوا الأصل الصليبي في مبانيها ولهم وجهة نظرهم، فهل تعجز الدول العربية أن تبرهن مرة واحدة على أنها أقدر من هؤلاء في إعادة الآثار الإسلامية إلى سابق عهدها؟ وتعمل عملا يشبه أو يقرب من عمل فرنسا؟
إننا لا نزال ننتظر ونؤمل! وأول عمل ننتظره هو إصلاح القلاع الثلاث، فهل يطول أملنا؟
أحمد رمزي
في تكريم الأستاذ خليل مطران بك:
شهدت حفل التكريم الذي أقيم للشاعر العظيم خليل مطران بدار الأوبرا الملكية في أمسية من أماسي هذا الأسبوع، وحين انشد الشعراء قصائدهم قلت: أين شاعر الشام فيشقشق هذه العشية بلسانه ويسحر تبيانه، وتلفت فلم أجد من صواب بلادي وجه شاعر وكانت تحتهم تهتز المنابر في مصر أيام الحفول السوالف في تكريم شوقي وحافظ، وتساءلت أين شفيق جبري الذي قراه المصريون ناثراً ولم يسمعوه إلى اليوم شاعراً، ورباع الشام طالعات بأزاهيره ودارات العراق عارفات بفيض خواطره، وأين فحل الشعراء محمد البرم فيرد بضفاف النيل لشعر العصر أبراد ماضيه القشيب في ديباجة جرير والأخطل، وما خبر النابغة الملهم عمر أبي ريشة الذي تردد شعره هواتف عبقر فيملك الألباب ويلعب بالشعور، وهل حالت الحوائل دون بدوى الجبل الذي سحر طه حسين في مهرجان المعري فقال له أدب العصر هذا سحر وليس بشعر.