للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فلطالما عرضت الأفلام الغربية للشرق على نحو من التعصب والهوى، وهي بما لها من قوة التوزيع والانتشار استطاعت أن تقنع الكثيرين بأن هذه هي حقيقة الشرق، ونحن نستطيع - وفي أيدينا الوسائل ميسرة - أن نواجه هذه الحملة بتصوير صحيح لأمجادنا وقضايانا، من شأنه أن يضع الحقائق في نصابها

ومما هو جدير بالذكر أن الأمم المتحدة كانت قد طلبت من مصر في العام الماضي موافاتها بيانات عن أفلام تنتفع بها لجنة التربية والعلوم الثقافية للهيئة، لتوزيعها بعد اعتمادها على سائر الدول الأعضاء في العالم كله.

وقد حدد هذا الطلب بأفلام تصلح للعرض على الطلبة في المدارس، وعلى الجمهور المثقف، مما يعالج المشكلات العالية، من سياسية واجتماعية واقتصادية، ومن موضوعات صحية، وأساليب وقائية، ومن رعاية للطفل إلى نظام المنزل، إلى مزارع نموذجية لتربية الحيوانات، إلى مصايد الأسماك، ثم في مسائل التغذية واختيار الاطعمه، وطريقة تحضيرها وحفظها. . الخ.

ومع الأسف الشديد أن السينما المصرية لم تجد ما تقدمه لهذه اللجنة، لأننا لازلنا قاصرين عن بلوغ هذا الشوط. .

فالسينما هي إحدى المدارس الثلاث الخطيرة الأثر، البعيدة المدى في حياة الشعوب، وهي لذلك جديرة بأن تحاط بالكثير من العناية، وعن طريقها يمكن إصلاح المجتمع وتوجيه خير وجهة، بعد أن تغلغلت دور السينما في الأحياء وفي البلاد وفي القرى، حتى يمكن القول بأن ٩٠ % من السكان يحضرونها، ومعنى هذا أن جزءاً ضخماً من مواردنا المالية، وخاصة موارد العمال والطبقات الوسطى، وهي موارد محدودة جداً تذهب إلى هذا الباب، ولما كنا نقاسي في حياتنا العاملة العامة ضغط وضيقاً، فإننا نجد في السينما باباً من أبواب التسلية، وفرجة من فرج تصريف العوامل النفسية المكبوتة، ولذلك فنحن في مثل هذه الحالة من الاستعداد للتلقي، نتأثر إلى ابعد حد مما يقدم لنا لاسيما الفتيات في سن مبكرة، والأطفال والشباب أبان المراهقة، ولعلنا نلحظ بوضوح تلك الحركات التقليدية الواضحة في تصرفات النشء الصغار، والتي هي منقولة نقلاً كاملاً عن حركات الممثلين والممثلات

ولهذه العوامل مجتمعة كان من حقنا على المصلحين أن يولوا مدرسة السينما عناية كبرى

<<  <  ج:
ص:  >  >>