لأعاشت ضعف سكانها كما يقول بعض الخبراء، وأمامنا مثل واحد في سينا، فهي كافية لأعاشت مليون من الناس، لو وجدت من يعمرها ويرد إليها الحياة فلماذا يتجه التفكير أول ما يتجه إلى وقف نمو السكان؟ ومرة أخرى نكرر، أننا لا نعارض - بل نحتم - وقف نمو السكان حين يثبت أن مرافق البلاد غير قابلة للنماء. أما حين يثبت أنها قابله لأن تتضاعف، فإنه يكون من الحمق، أو الاتجاه المريب، أن يثور مثل هذه النغمة. لأن معناها وقف نمو البلاد لا من ناحية تعدادها فحسب، ولكن من ناحية مرافقها فضغط السكان قد ينبه الغافلين إلى محاولة الاستغلال الكامل لمرافق البلاد
على أن حكاية تحديد النسل أو زيادته لا تخضع لحسن الحظ لهذه الأفكار السطحية التي لا تحاول التعمق في دراسة الأمور أن الحرص على زيادة النسل في الريف ضرورة اقتصاد وضرورة اجتماعية. ولا عبر بالمدن لأنها على هامش حياة الوطن!
إن الذي لا أولاد له في الريف يعيش في مستوى اقتصادي اقل من مستوى أبي الأولاد. كما أنه أقل هيبة وحصانة على الاعتداء! وهذه العوامل الاقتصادية والاجتماعية من القوة بحيث لا تستمع لنصائح السطحين وان يتغير حكم هذه العوامل ويخف ضغطها إلا حين ينتشر التعليم، ويصبح هناك مورد آخر للرزق على العمل في الأرض وقوة أخرى للحماية غير قوة العضلات! وعندئذ فقط يستطيع الشعب كذلك أن يستعيض من قوة العدد قوة العقل، ليقف في وجوه أعدائه المحيطين به
أن الفطرة تتصرف في هذا أحكم مما يتصرف السطحيون الذين يحسبون أنفسهم (مثقفين!) فإذا عز على حضراتهم أن يدرسوا الأمور دراسة حقيقية، فلا أقل من أن يدعوا الفطرة تعمل بحكمتها عن حكمتهم الذهبية، المستمدة من الدسائس اليهودية والصليبية!
وبعد فنعود إلى استصراخ النائمين في العالم الإسلامي ليصحوا على مطامع الصهيونيين في سيناء. فإن مصر مشغولة الآن، مشغولة بالانقلابات الوزارية. مشغولة بالانتخابات وهل تكون بالقائمة أو بالوزن والكيل. مشغولة بالاستثناءات وغير الاستثناءات. وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه. والأهم يقدم. ولا حول ولا قوة إلا بالله