للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الملابسات والقرائن القوية التي تكفي لإقناع (من لهم آذان للسمع) وهي تُلتمس من الظروف الجارية في العالم؛ وفيها مقنع لكل باحث محترم.

وبعد عام من طبع البروتوكولات بالروسية (١٩٠٥) وصلت نسخة مطبوعة إلىالمتحف البريطاني فكتب عليها قيد تسلمها وتاريخه وهو ١٠ أغسطس سنة ١٩٠٦. وبقيت هذه النسخة في المتحف دون أن يتنبه إليه اأو يعرف خطرها حتى عثر عليها الأستاذ فكتور مارسدن مراسل جريدة (المورننج بوست) في روسيا خلال الحرب العالمية الأولى التي وقع خلالها الانقلاب الروسي الذي مكن للشيوعيين من السيطرة على روسيا، وكان لليهود نصيب عظيم في تدبير هذا الانقلاب وهم الذين استطاعوا أن يستغلوه لمصلحتهم قبل غيرها من وراء ستار حينا وجهارا حينا، وحاولوا هناك تطبيق مذهب أخيهم كارل ماركس بالنار والدم، ونجحوا في بسط سلطانهم هناك حتى اليوم، ومن العجيب أن الأستاذ نيلوس تنبأ بهذه المؤامرة إليه ودية ضد روسيا - وطنه - في سنة ١٩٠٥ كما أشار إلىذلك في المقدمة، ومن العجيب أن تشير (البروتوكولات) نفسها إلىمحاولة إليه ود نشر مذهب ماركس إليه ودي المتنصر (أنظر الميثاق الثاني).

وكان الأستاذ فكتور مراسل (المورننج بوست) يعرف الروسية، فأكب على ترجمة الكتاب من الروسية إلىالإنجليزية في المتحف نفسه، ثم نشرت جمعية الطباعة البريطانية الترجمة الإنجليزية، وأعادت بعد ذلك طبعها مرات، وهذا الكتاب مجهول حتى بين علية المثقفين.

والكلام المفصل في الشواهد التي تدل على صحة المواثيق وأنها من عمل إليه ود - يستغرق عشرات الصفحات، وخير ما كتب باللغة العربية في هذا الصدد مقالات الأستاذ الحداد في الرسالة، وفيها بلاغ (راجع العدد ٧٧١ وما تلاه) ولنا إلىهذا الموضوع عود أن شاء الله بعد أن تصير النصوص في المتناول لتسهل المقارنة والاستنباط. فإلى المواثيق لفهمها وتدبرها، ولكل نبأ مستقر.

محمد خليفة التونسي

(البروتوكولات من العدد القادم)

<<  <  ج:
ص:  >  >>