فقالت بهيرة: أذن تعدني يا مولاي إلا يقتل حتى أراه.
فقال لها الخليفة: لك هذا الوعد.
وراسل وراء الجلاد يأمره أن يرد عليه سليمان قبل أن يمضي قضاءه فيه.
فلما خرج الرسول أدارت بهيرة بصرها إلى السماء والفضاء والطبيعة، ثم أرجعته وهو يفيض بالدمع والأسى، ورددته في نواحي البستان، وفي جوانب المكان، وفي مرايا الجدران، وفي حلتها الذهبية، وفي حلتها اللؤلؤية، وفي وجه الخليفة؛ ثم أدخلت إصبعيها في محجريها فاقتلعت بهما عينيها
فصاح بها الخليفة وقد أفزعه ما رأى:
ويحك ماذا صنعت بنفسك؟
فديت بعيني حبيبي يا مولاي!
وكيف ذلك يا حمقاء؟
ألست وعدتني يا مولاي إلا يقتل حتى أراه؟ فالان لا أراه ولا يقتل!
كان اثر هذا الحادث بالغ في نفس الخليفة، ومهد لهما الحياة السعيدة في ظلال نعمته.
وقنعت الفادية العمياء من دينها بالعيش على نور الحب وفي كنف الحبيب!