للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أرشد إلى ما فاتني وخفيّ عليَّ، فأعرض ما يأتي:

١ - إن المسعودي لقب أبا العباس بالسفاح في مروج الذهب ثم يعود فيذكر في كتاب التنبيه والإشراف الذي ألفه بعد كتاب المروج وهو مختصره وبه استدرك ما فاته ذكره في كتاب المروج. ومما رواه في التنبيه والإشراف عن لقب أبي العباس أنه (قد كان لقب أولاً بالمهدي ص٢٩٠) فنفهم من هذه الرواية أن أبا العباس لقب بالسفاح أخيراً وقد غلب على لقبه الأول وهو (المهدي) ومما يؤيد هذه الرواية التي لا مرية فيها بيت من قصيدة لسديف إذ يقولك

ظهر الحق واستبان مضيا ... إذ رأينا الخليفة المهديا

٢ - وأما سبب تلقيب محمد بن أبي جعفر بالمهدي فهو أن أبا جعفر أرسل أحد من يعتمد عليهم وقال له أجلس عند منبر محمد بن عبد الله النفس الزكية فاسمع ما يقول. فقال الرسول: سمعته يقول: إنكم لا تشكون أني أنا المهدي وأنا هو. فأخبرتَ بذلك أبا جعفر فقال: كذب عدو الله بل هو (ابني) (مقاتل الطالبين لأبي فرج الأصفهاني ص١٦٦) وجاء في (المقاتل) أيضاً ص١٧١ ما نص (قال مسلم بن قتيبة: أرسل إليَّ أبو جعفر فدخلت عليه فقال قد خرج محمد بن عبد الله وتسمى بالمهدي ووالله ما هو به، وأخرى أقولها لك لم أقلها لأحد قبلك ولا أقولها لأحد بعدك وابني والله ما هو بالمهدي الذي جاءت به الرواية، ولكنني تيمنت به وتفاءلت به)

ومما يؤيد هذا هو ما جاء في كتاب الجهشياري ص١٢٧ إذ يقول الراوي: قال محمد المهدي لأبيه يا أمير المؤمنين أنت ترشحني لهذا الأمر، وتروي أني المهدي الذي بعدك في الناس.

٣ - وأما أبو جعفر فقد لقب بالمنصور عقب قتل محمد وإبراهيم (التنبيه والإشراف ص٢٩٥)

وأما الخلفاء الذين تلقبوا بالألقاب المعلومة، فقد كانت تختار لهم أو هم أنفسهم كانوا يختارونها، وهكذا جرت العادة عند كل الخلفاء

(بغداد)

عبد المجيد الساكني

<<  <  ج:
ص:  >  >>