فيها بقية حائلة من الشموخ:(ليتك تدلني على ما فتل عضلك وشد عصبك ودفق فيك هذا الدم الفوار الحار النقي، فليس ذلك من عمل طاهٍ ولا طبيب). فقلت له في شيء من الشماتة: ذلك يا باشا تعويض الفقر من الغني، وهو صنع الله ولا حيلة في صنعه. أما الطاهي فهو الذي يقدم للغني خيوط الكفن وهو ينسجه بأضراسه؛ وأما الطبيب فلا يعرفه من لا يشبع. ولقد قال أبو جعفر المنصور لأعرابي:(أما عندكم في البادية طبيب؟) فقال (يا أمير المؤمنين، حًمُر الوحش لا تحتاج إلى بيطار). والشبه بين حالنا وحال البدو في الخضوع لقانون الطبيعة واضح. . .
قطعت الحديث على الشيخ منصور بهذا السؤال: أتكره أن تكون في مكانه وهو في مكانك؟ فأجاب الخبيث: لا أقبل ثروة قارون إذا لم أحتفظ بمعدة منصور، ولا أرفض وزارة المالية إذا أسندوا إليّ معها وزارة الصحة!