يقول صاحب (الهوى والشباب) بعنوان (وعود الغانيات):
وعودك يا غادتي جمة ... ولكن الي اليوم لم تصدقِ
كأنك لم تبصري عاشقاً ... ألح به الحب لم يشفق
يعيش بعالمه كاسفاً ... ويغرقه الهم للمفرق
يسير بلا وعيه ناجياً ... إليك. . إلى بيتك المغلق
عساه يرى طيفك المشتهي ... يلوح له كالسنا المشرق
ويسمع صوتك جم الحنان ... يغرد كالبلبل المطلق
فيحسبه أغنيات الخلود ... ترف على قلبه الشيق
فهلا رحمتِ الفؤاد الحزين ... وأنجيته من ردى محدق
وهلا أنلت الرضى مغرماً ... يصافي الوداد ولم يمذُق!
بهجرك أمسى يذوق اللظى ... ولو أنت وفَّيت لم يوبق
ولولاك ما اجتر آلامه ... وأمسى صريع الهوى المطبق
وعاش على أمل شارد ... يلوح كآل الفلا المرهق
فإنك ان تكذبيه الوعود ... فليس سوى يأسه الُعْنِق
ألا فاصدقي مرة وامنحي ... حبيبك رشف الجنى الرّبق
فقد صرعته اكف الخطوب ... وما انفك عن حبه الموثق
وصفق كفيه غل الأسى ... فضاع حجاه مع المنطق
ويقول صاحب (الشاطئ المسحور) بعنوان (أنين)
لست تمشين على الأرض ولكن فوق قلبي
تلك أنغام خطىً قد مازجت روحي ولبي
ثقلِّي الخطو كما شئت ولا ترثي لصب
ضاق بالآلام والآمال في بعد وقرب
ما بارك الله مثل الناس من لحم وعظم
أنت إشعاع من القدس لقلبي المستحم
جمّع الله بك الألوان في أبدع نظم