وأرانا كيف يجلو آية الحسن بالإثم
كم تعرضتُ لعينيك لكي أحظى بنظره
وتمنيت بان ارشف من ثغرك قطره
وتحايلت لكي ألمس من جَعْدِك شعره
وتلويت لكي أقطف من وردك زهرة
وتمرّين كأني لست موجوداً بقربك
وكأني ما ملأت الكون أشعاراً بحبك
لا تغضى الطرف عني وانظري نحوي بربك
أنا والله الذي ترضْين لو عشتِ لقلبك
أنا لحن في فم البلبل ترويه الرياح
ورحيق في كؤوس الحب تحسوه الملاح
وشعاع في الثرى النعسان يزجيه الصباح
وشذا ما منه للهائم بالروض براح
لستُ أدري ما الذي تخشيْن مني لست ادري
وأنا الشاعر لا أرضى لمخلوق بضر
أنا لولا لوعتي صنتُك في قلبي كسرِّي
ومنعتُ القلبَ أن يخفق حتى لا تضري
كم يقاسي الشاعر الهائم في دنيا الجمال
كم له من أنة حمراء في سود الليالي
ودموع دونها لولا الهوى رطب اللآلي
قد جرت فوق الروابي وتلاشت في الرمال
أنت يا رب الذي أوجدت فينا الشاعرينا
وجعلت الحب للشاعر في دنياه دنيا
كلما لاح الحب جميل جن بالشوق جنونا
ومضى ينفث في آهاته الداء الدفينا