هاتان القصيدتان تمثلان فني الشاعرين كل التمثيل؛ وحينما يبدو من الأستاذ (عطار) ميل إلى اتباع (عمود الشعر العربي) يبدو من الأستاذ غانم ميل إلى الرومانتيكية (الإبداعية) ثم يجتمع كلاهما على الرقة والعذوبة كما رأينا.
وقد أثبت القصيدتين كاملتين بما فيهما من مواطن الضعف ومواطن القوة في الشعور والتعبير، لأنني ارمي إلى التعريف بالشاعرين. ولقد يدهش الكثيرون أن يجدوا مستوى الأداء قد وصل إلى هذا الحد في الحجاز وفي اليمن، لأننا حديثو عهد بالنهضة الأدبية في هذين البلدين الكريمين.
وقد يكون الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار معروفا للقراء في مصر، لأنه كتب في بعض صحفها، كما نشر من قبل كتابين:(كتابي) و (محمد بن عبد الوهاب)، والأول مجموعة مقالات لها قيمتها في الأدب والاجتماع والسياسة. والثاني دراسة طيبة لحياة المصلح الكبير (محمد بن عبد الوهاب)، فكتبت عنهما الصحف المصرية مثنية مشجعة.
أما الأستاذ محمد عبده غانم، فيسرني أن أقدمه شاعرا عذب الإيقاع، رقيق العبارة، حلو الروح
وإنه ليسرني أن أجمع بين الأدباء والشعراء في جميع البلاد العربية، وبين قراء (الرسالة) في مصر وفي هذه البلاد مرات بعد مرات. . .