للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

عليه من القوة والعزيمة والمضاء.

والثانية أنها امتازت بالسموّ، وهذه الخاصية هي التي أكسبت الثورة روعتها وجلالها وقدسيتها وجعلتها محل إكبار الشعوب وموضع دهشتهم. فقد سمت النفوس وبعدت عن الأهواء والغايات الشخصية واعتنقت مبادئ الثورة المقدسة، فإذا العربي في فلسطين يسمو بنفسه ويرتفع بها إلى العلاء، وإذا هو في جوّ من الروحانية نزع الأحقاد من الصدور وأحل الوئام محل الخصام ونشر ألوية المودة والمحبة والرغبة في التعاون بين الناس.

وإذا هو لا يرى في سماء بلاده إلاّ أرواح الصحابة والصديقين والشهداء، ولا يرى في أرض بلاده إلاّ دماء هؤلاء مبثوثة بين ذرات التراب، وإذا العرب في فلسطين اليوم غيرهم بالأمس، شغلهم الإخلاص وشغلهم حب الوطن فشغلوا العالم بما شغلهم وقالوا قولاً صريحاً إلى الأجيال لا غموض فيه ولا التواء:

لن تكون فلسطين وطناً قومياً لليهود

ولن يكون في فلسطين وطنٌ قوميّ لليهود

(نابلس)

قدري حافظ طوقان

<<  <  ج:
ص:  >  >>