شهور بارز فيها مع أطبائه ومستشاريه العلة حتى تغلب عليها وغادر مستشفاه.
ومضت أعوام أربعة حتى استطاع زيارة مناطق خط الاستواء على رأس بعثة خشي أن تفشل. إذ توهم أن سحرة الهنود قد ينكرونه أو ينسون أمره. ولكنه ما كاد يقابلهم حتى استقبلوه بترحاب وتقدير.
ومن هناك سارت عشرات القوارب ومئات الحيوانات في الأنهار وفي الأدغال لتنقل إلى الطب تلك المادة الثمينة النادرة. وعاد جيل وقد حرص هذه المرة على التقاط أشرطة سينمائية تبين جميع مراحل تحضير الكوراراي.
ولم يكن الطب مؤمناً كل الإيمان بفعله فسخر منه ولكن أحد أطباء كلية نبراسكا احتضن البحث وأقبل على تجربته واحتضنته إحدى الشركات أيضاً فحضرته مركزاً ونقياً ووزعت عيناته مجاناً على الباحثين ليجروا عليه تجاربهم ولم تمض فترة حتى ظهر في الأسواق التجارية. واقتنع الأطباء بأنهم يستطيعون التعلم ولو من متوحشي الغابات ومشعوذيها.
سلامة الجسم أم العقل:
وواجه الأطباء في تلك الفترة معضلة خطيرة، فقد وفق بعضهم إلى علاج بعض الأمراض العقلية بأحدث صدمات عصبية في المرضى تؤدي في الغالب إلى الشفاء. ولكنها تؤدي أيضاً إلى تشنجات عضلية جادة تضر أعضاء المصابين الداخلية، وتحطم عظامهم في بعض الأحيان. فهل لمثل هذا العلاج أن يستمر؟ وهل يجوز أن يكون شفاء العقل على حساب تحطيم الجسم؟
وحل الكوراراي الأشكال وأجاب على السؤالين حينما عرف العلماء كيف يستخدمونه لأنه أتاح للطبيب إحداث الصدمة الطبية بغير أن يتعرض المريض إلى خطر تحطيم عظام جسمه، وكان الطبيب بنت من جامعة نبراسكا أول من سلك الطريق فأجرى تجاربه على الأطفال المصابين بالشلل التشنجي.
يريح العضلات:
ودلت الأبحاث على الحيوانات أن الكوراراي يريح العضلات إذ يصيب وصلات الأعصاب المحركة لها بالشلل، أو يعزلها فيمتنع تهيجها. كما ثبت أنه من الميسور استخدام