والشوق. وتلا هذا فصل في التوحيد عنوانه (الأيمان بالغيب) ومن بعده فصل جمع فيه المؤلف أسباب انحراف الناس عن الحق وقد عرض بعده لحكمة إرسال الرسل، وتكلم عن عناية الله بخلقه ومنابع الهدى وموارد الفكر الإنساني، وتكلم عن عناية الله بخلقه ومنابع الهدى وموارد الفكر الإنساني. وأردف هذا يبحث عن الروح، خلص منه إلى نتيجة تنزل على اللباب من التصوف الصحيح. ثم كتب عن المواهب والاكتساب والفيض الإلهي كتابه طواها على توجيهات خلقية عميقة الواقع في النفس.
وأورد المؤلف بعد هذا مجموعة من الشعر المرتجل لصوفي صالح هو (الشيخ علي عقل) وهو شعر فيه قوة إيمان وحرارة قلب، وفيه حب لسيدنا رسول الله (ص) وفيه وعظ مؤثر. وأننا لنستثنى قيمة هذا الشعر إذا عرفنا أن الشيخ يرسله في مجالس الذكر إرسالا يتعب الراغبين في متابعته من الكاتبين.
ويمضى السيد الحلواني فيكتب عن النوم والأحلام وتعبيرها والعوالم غير المنظورة، وهو في كتابته يحمل على الشعب ذات والأباطيل حملاً، ويبدى نفوراً شديداً من كل ما قد يرده الإسلام الحق.
فأما الفضلان الأخيران من الكتاب فعن الساعة الرهيبة ساعة النزع الأخير، وعن حياة الروح بعد الموت، وهما فصلان يهزان الأنفس الزائغة ويفتحان الأعين الغافلة.
وكتابة المؤلف ليست من طراز ما يكتبه بعض محترفي التصوف مما لا يصلح إلا للعقول البسيطة والقلوب الغزيرة. هي كتابه متعالية حقاً في فكرها وإن تكن متواضعة أحيانا في مظهرها. وهي كسائر الإنتاج الصوفي الناجح، سرح ما أجدر الضاحي في معترك الحياة أن يتفيأ ظله، وحرم آمن ما أحوج الخائف من الشهوات المجنونة أن يقصد إليه.
هذا، وقد قدم الكتاب بكلمة بليغة الدكتور عبد الوهاب عزام وهو ما هو في خدمة قضايا الأيمان والروح.