للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يتشهَّاك خاطري ... وتسلَّى بكَ الذَّكَر

إن تثنَّيْتَ فالندى ... أو تأوَّدْتَ فالطَرر

أو تَسلسلتَ صافياً ... فأخو الدَّلِّ والخَفَرْ

مرَّ بي طَيْفُكَ الحبيبُ ... وكم طائف سَحَر

في أَساريره فتونٌ ... وفي طَرْفهِ حَوَر

المنى طَوْعُ أَمره ... ما تمنَّى وما أَمَر

والشَّذا منه عابِقْ ... فّاغِمُ العطر منتشر

فعلى الشمسِ عرشُهُ ... وعلى هاِمها استقر

هو ريحانةُ العُلى ... فيه مِنْ عبْقَرٍ أَثر

عُدتُ للغابر البعيدِ ... أُناجى الذي غبر

أَتأسّى بما انطوى ... أَتعزى بما استتر

هاهنا تخشع القلوب ... وتصبو وتنفطر

هاهُنا سيرة الزمان ... وعاها الذي ذكَر

هاهنا الكونُ سابحٌ ... في خِضَمَّ من العِبَر

أَنتَ لي الحبُّ والمنى ... أنت لي القصدُ والوطر

ليسَ لي عنكَ مُبتغُي ... ليس لي عنك مُصطَبَر

أَتناسى بكَ الأسى ... غَمَرَ النفسَ ما غمر

وَاَحنيني إلى الضفافِ ... تزاحَمْنَ بالشجَر

وتسابقنَ بالرُّؤَى ... وتساجلْنَ بالصور

وتلامسْنَ بالهوى ... وتهامسنَ بالسير

وروينَ الذي انقضى ... وأَذعنَ الذي استتر

أَنتَ يا نهرُ عاشقٌ ... منْ صباباتكَ القمر

مَرَّ بالماءِ صورةً ... فَتنتْ كلَّ مَنْ نظر

وينابيعَ حُفَّلاً ... باللآلئ وبالدُّرَر

والنجومُ التيِ ترِفُّ ... إطارٌ منَ الزَّهر

<<  <  ج:
ص:  >  >>