للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وربيعٌ من المنى ... ورياضٌ من الثمر

يتوهْجنَ كاللظى ... يتراقصن كالشرر

فيكَ ما يملأ النُّهَى ... فيك ما يبْهَرُ البشر

آيةٌ أَنتَ للِعُلَى ... رايةٌ أَنتَ للظَّفَر

يَتَثَنَّى بكَ الزمانُ ... ويُزْهى بكَ العُصُر

ويباهِي بكَ الجلاَ ... لُ ويَنْدَي ويَزْدهر

رُبَّ ماضٍ بَعَثْتَهُ ... مثلما يُجْمَع النَّشَرْ

رَفَّ كاُلحلْمِ خاطفاً ... وتوارى وما انتظرْ

لمْ يَنلْ منكَ غابرٌ ... لَمْ يَعبْ حُسنكَ القِصَرْ

أنت كالحبِّ ساربْ ... أنتَ كالعُمْر مختصرْ

أنتَ كوْنٌ من الشُّمو ... ش سنا ضَوْئها بَهَرْ

بِتُّ أَسْتَلهِمُ الرُّؤَى ... بِتُّ أَسْتَقْرئُ الذَّكَرْ

والهوى طائف يجد ... وكم يركب الغَررْ

لا يخاف الرَّدَى الرهيب ... ولا يعرفُ الَحذَرْ

مَرنَ الخوضَ والدُّجى ... أَلِفَ الشَّدْوَ والسَّحَرْ

ليسَ تَثْنيهِ غَمْرَةٌ ... طالَ ذا العُمْرُ أو قصُرْ

هو تِرْبُ المدَى الخفيِّ ... أخو الدَّهر والقَدَرْ

طاف بالغابر الفَصِيَّ ... لياليه والنهُرْ

في تضاعيفه النَّعيمُ ... وفي طيِّهِ سَقَرْ

يا له من مُتَيَّم ... يعشق النأي والسفر

أيها الهاجر الذي ... عذَّب القلب مُذْ نَفَرْ

أَنتَ وحيٌ أُحِبُّهُ ... وَرَدَ الفكرَ أو صَدَرْ

كلُّ ذَنْب جنيته ... هو في الحب مغتفَر

لا تكلني إلى الأسى ... لا تكلني إلى الضجر

حسب روحي الذي مضى ... حسب قلبي الذي عبر

<<  <  ج:
ص:  >  >>