للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مقتصد في استعاراته وتشبهاته بالنسبة لما عودناه شعراؤنا المجددون، فهل هذا هو التجديد يا معشر الشعراء؟

لقد مرت عصور كان الجناس فيها آفة الأدباء، فهل يحق لنا أن نقول إن الاستعارة والتشبيه اليوم آفة الشعراء؟

سوء المقابلة

والمقابلة من محسنات البديع، ولكن لها دقائق. قديماً عابوا على الشاعر مقابلته المحب في قوله (سرور محب أو إساءة مجرم)، لأن مقابل المحب هو المبغض لا المجرم مع أن المبغض مجرم

وشعراؤنا يقابلون فيخلطون، وشاعر اليوم يقابل السرور بالبكاء وبرج السعد ببرج الخطوب وإنارة الشمس بغيابها، وقد يكون له في كل هذا تأويل ولكنه على كل حال مما يضعف الشعر ويشوه جماله

ضعف الأسلوب

وهذا الموضوع يطول شرحه في شعر القوم، ولكن لن يفوتنا أن نمثل له بقول شاعرنا

أمي أبي أدعو وعند كليكما خير المجيب

وقوله يخاطبهما

أغضبتما فكبا جوادي أم ترى كثرت ذنوبي

وقوله:

وبلغت من زهدي الثمانين التي هدت جنوني

فما رأيك في (عند كليكما خير المجيب) و (أم ترى كثرت ذنوبي) وجمع الجنب في (هدت جنوبي)؟

أما بعد. . . فهذه نظرات سريعة لم يملها علينا إلا رغبتنا في خير الشعر الجديد. ولدينا - فوق ذلك - مزيد.

(بني سويف)

محمد محمود رضوان

<<  <  ج:
ص:  >  >>