الأساتذة والطلاب، وشهدها مئات من شباب الجامعتين الأزهرية والفؤادية وغيرهم، وكان موضوعها:(الجامعة أدت رسالتها). والذي ألاحظه أن هناك خطأ في موضوع المناظرة، أو قل إن نزعة من نزعات العجلة والتسرع هي التي أوحت إلى لجنة المناظرات بكلية الآداب عرض هذا الموضوع السابق لأوانه على بساط البحث في مناظرة عامة، إذ لم يمض على الجامعة زمن يصح لنا بعده أن نتساءل: أنجحت الجامعة في رسالتها أم لم تنجح؟. . . لقد صدر القانون بإنشاء الجامعة المصرية الفؤادية في مارس سنة ١٩٢٥، فلم يمر عليها إلى اليوم إلا نحو سبعة عشر عاماً، وهي كعام واحد في حياة فرد من الأفراد، ولا يُسأل الفرد بعد عام من نزوله إلى ميدان الحياة أنجح أم لا؛ يجب أن ننتظر على الجامعة عشرات السنين حتى تؤدي في سبيل غايتها ما يذكر فيحكم عليه، وإلا فهي لا تزال تعد العدة وتأخذ الأهبة ولم تسر في الطريق بعد، وإن خُيِّل لقوم أنها أدت أشياء وأشياء!. . . وإذا كانت الجامعة الأزهرية قد مر عليها ألف عام ولا يزال هناك من يخشى أن تقام مناظرة عنوانها:(هل أدى الأزهر رسالته؟) فماذا يكون شأن الجامعة الفؤادية وهي بالنسبة للأزهر في العمر لا تزال ذلك الوليد الجديد؟
بل إننا لم نتفق بعد على رسالة الجامعة المصرية، ففريق يقول إن رسالتها تحرير الفكر، وفريق يقول بل التقدم العلمي، وفريق يقول بل بث الأفكار والأخلاق وأصول الاجتماع، وفريق يقول بل التخصص للتوسع في دراسة طائفة من العلوم، وفريق وفريق. . . فكيف بنا نتساءل عن نجاح الجامعة في رسالتها وهي لم تعرف بعد ما هي تلك الرسالة؟. . .
نعم إن الجامعة قد اتخذت الأسباب والمظاهر الجامعية، فهناك كليات فخمة، وأقسام مختلفة، وشهادات متنوعة، ومدرجات ومحاضرات وأساتذة وعمداء. . . ولكن هذا كله مقدمة وعدة للبدء في العمل وللأخذ في أداء الرسالة، فكيف نسبق الزمن، ونحكم على الشيء قبل أن يوجد، أو على الأقل قبل أن يتم منه جانب ذو بال؟. . .
أحمد الشرباصي
جامعة الإسكندرية
في يوم الاثنين المبارك ٨ من فبراير ١٩٤٣ يشرف جلالة الملك المعظم بالزيارة جامعة