ورأت اللجنة أن تقسيم البحث إلى شعبتين: الأولى خاصة بكتب التاريخ المدرسية في المدارس الابتدائية والثانوية. واستندت اللجنة في هذا إلى مختلف العوامل التي تحدد الكيفية التي يكتب بها كتاب مدرسي في التاريخ وإلى اختلاف هذه العوامل في حالة كل من التعليمين الابتدائي والثانوي. إذ لا شك في أن غرض كل من التعليمين يختلف عن الغرض من الآخر، وأن الخصائص السيكولوجية التي يتمتع بها الطفل في المدرسة الابتدائية هي غير الخصائص التي يخضع لها المراهق في المدرسة الثانوية. كما أن المادة وطرق علاجها ووسائل توضيحها وكيفية عرضها تختلف كثيرا باختلاف مراحل الدراسة، وهو اختلاف قائم على اعتبارات اجتماعية ودراسية وسيكولوجية مقررة.
ورأت اللجنة أنه لا مندوحة من إقامة بحثها وقراراتها على ضوء ما هو حاصل فعلا في هذا الميدان في البلاد العربية المختلفة. ولذا قررت أن تدرس أولا كتب التاريخ المدرسية المقررة في مختلف البلاد العربية دراسة فحص وتحليل وتقويم. فقسمت أعضائها بحسب تخصصهم وكلفت كل مجموعة بفحص الكتب المتعلقة بموضوع تخصصها وتقديم تقرير عنها. ثم ناقشت اللجنة مجتمعة كل هذه التقريرات مناقشة أدت إلى اتفاق الجميع على القواعد العامة والمناهج التي تقدمها اللجنة باسمها، وقررت اللجنة أن يكون المدار في تقويم الكتب المستعملة الآن وفي تقرير القواعد العامة والمناهج التي ستتقدم بها هو ذلك التقدير القيم الذي وضعته شعبة التاريخ في المؤتمر الثقافي العربي الأول الذي انعقد في لبنان في صيف سنة ١٩٤٧، والذي أدرج ضمن (مقررات المؤتمر) الذي نشرته الإدارة الثقافية لجامعة الدول العربية في القاهرة في سنة ١٩٤٨ فدرس أعضاء اللجنة فرادى ومجتمعين هذا التقرير القيم واسترشدوا به.
ورأت اللجنة أيضاً ضرورة الاسترشاد بتقرير لجنة الخبراء الدولية التي دعتها هيئة اليونسكو إلى الاجتماع بدار الهيئة بباريس في أكتوبر سنة ١٩٥٠ لدراسة طرق تدريس التاريخ وكتبه المدرسية والوسائل المؤدية إلى استخدام ذلك في تحقيق التفاهم بين الشعوب.
وقد أستغل كل عضو من أعضاء اللجنة ما تحت يده من الموارد الخاصة ككتب التاريخ المدرسية المقررة في الأجزاء الأخرى من العالم كالولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا، وكتب الطرق الخاصة بتدريس التاريخ ومطبوعات هيئة اليونسكو.