البحار الجنوبية) اهـ وكان يحسن بالناشرين أن يقولا: وقد ثبت اليوم أن الفيلة تكون في بلاد الهند، من غير أن يَحْصرا القول بقولهما: في جزائر البحار الجنوبية لأنها تكون في أفريقية.
وقال المؤلف في ص ١٤ أيضاً: والزرافة لا تكون إلا في بلاد الحبشة. قلنا: والذي أجمع علياء العلماء بطابع الحيوان أنها تكون في فلوات أفريقية وصحاريها.
وقال المذكور في تلك الصحيفة عينها:(والسمور وغزال المسك لا يكونان إلا في الصحارى الشرقية الشمالية).
قلنا وكان يحسن أن يعلق في الحاشية ما يصحح هذه القالة. فالسمور يُرى في شماليَّ أوربة، وآسية، ويعيش في كمنشكة وألاسكة. وغزال المسك يعيش في جبال آسية الشرقية، ويوجد منه في الصين، والتُبَّت، وبنغال، وديار التَتَر، والتَنْكينَ، كما ذكره علماء الحيوان.
وقال أيضاً في تلك الصفحة:(والعقاب والنعام لا تفرخ إلا في البراري والقفار والفلوات). وجاء في الحاشية:(في ب التي نقلت عنها هذه الزيادة وحدها: (والعطاف)، ولعل صوابه ما أثبتنا (أي العقاب) إذ لم نجد العطاف فيما راجعناه من كتب الحيوان. وفي كتاب (حياة الحيوان): إن من أنواع العقاب ما يأوي إلى الصحارى) أهـ.
قلنا:(لا يمكن) أن يكون الصواب ما أثبته الناشران، فلو فرضنا أن بعض أنواع العقاب يأوي إلى الصحارى، فمن المحال أن يفرخ فيها، لأن العقاب لا تفرخ إلا في أعالي الجبال وشواهق الهضاب. والتوحيدي يوجه النظر إلى أن هذا الطائر الذي يذكر اسمه يتخذ أفحوصَه في البراري والقفار والفلوات، ولا يكون إلا لنوع من القطا وهو الغَطَاط، بالغين المعجمة والواحدة غطاطة. وفي نسخة من حياة الحيوان: يرى العَطَاط بعين مهملة وفتحها كالغطاط بالمعجمة.
وقال المؤلف في تلك الصفحة أيضاً:(والوطواط والطيطوى وامثالهما في الطير لا تفرخ إلا على سواحل البحار وشطوط الأنهار والبطائح والآجام) اهـ
قلنا من معاني الوطواط: الخفاش لضرب من خطاطيف الجبال. وكل منهما لا يفرخ على سواحل البحار ولا على شطوط الأنهار ولا على شواطئ البطائح والآجام. فيجب أن نأتي باسم طائر يشبه لفظ الوطواط ويعشش في المواطن المذكورة وهذا الطائر يسمى اليوم في