للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معاجمنا المضبوطة، وهاأنذا أرى حكومة اليمن تقوم بهذا العمل الجليل الذي يكسبها ثناء لا يقوم بثمن ولا يحد بزمن.

وإنني أهنئ حكومة اليمن من كل قلبي، وأرجو أن تتجه إلى إحياء العلوم وبعث الكتب، فإن قيامها بهذا الأمن كاف لأن يوجه إليها الأنظار، ويصنع لها من الدعاية الصادقة التي لا كذب فيها ولا نفاق مالا تعد بجانبه الدعاية المأجورة إلا شيئاً تافهاً حقيراً.

وأود لو أن حكومة اليمن اتجهت إلى إحياء العلوم وبعث الكتب النادرة التي تزدحم بها أبهاء دورها الفسيحة اتجاهاً قوياً إنها لو اتجهت هذا الاتجاه فستربح مادة ومعنى، وتفيد سمعتها، وتشارك مصر خدماتها للغة والعلم.

ويقوم بالإشراف على طبع المعجم القاضي العلامة عبد الله بن عبد الكريم الحرافي، وهو من علماء اليمن المبرزين في اللغة وغيرها، وأنا وإن كنت أعرف كفاية هذا العالم الجليل إلا أنني أود أن تقوم بالإشراف على الكتاب لجنة، ويكون من أعضاء هذه اللجنة شاكر وهارون مبالغة في توخي الحق وتحري الصواب، وعندي مقترحات أخر ستظهر من خلال كلمتي هذه أوجه إليها نظر حكومة اليمن وأحب أن تعنى بها لأنها تفيد مشروعها اللغوي.

أما هذا المعجم العربي الكبير فإنني أصفه لقراء العربية بما وعته الذاكرة، وبما تحتفظ ربه أوراق التي أدون فيها بعض ما يبدو لي تدوينه.

واسم هذا المعجم: (شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، وصحيح التأليف ومعجم التصنيف والأمان من التحريف) واسم مؤلفه العظيم: أبو الحسن نشوان بن سعيد بن نشوان اليمني الحميري، وذكر في معجم الأدباء لياقوت وفي بغية الوعاة للسيوطي أنه: (أبو سعيد) ولعل لنشوان كنيتين.

وأبو الحسن من علماء اللغة المعدودين في العربية، وكان في زمنه علامة اليمن الفذ، ومن علماء العربية المشار إليهم بالبنان كما يدل عليه مؤلفه القيم العظيم (وكان أوحد أهل عصره وأعلم أهل دهره).

ولم تكن اللغة أعظم علومه وفنونه، بل كان (فقيهاً نبيلاً، عالماً متفنناً عارفاً بالنحور واللغة والأصول والفروع والأنساب والتواريخ وسائر فنون الأدب، شاعراً فصيحاً بليغاً مفوهاً)

<<  <  ج:
ص:  >  >>