ولا قوة إلا بالله! هذا طه حسين يخسره الأدب ولا تكسبه الحكومة، فما خلق لها بل للأدب. وإنه ليضيع نفسه في هذه المناصب التي تشغله وتستنفذ جهده ووقته، فإذا كتب جاء بماذا؟ جاء بمثل هذا الكلام الذي لا محصول وراءه، ولا أعرف له رأساً من ذنب. فلماذا لا يستقيل ويريح نفسه من هذا العناء الباطل ويتفرغ للأدب؟ ماذا يفتنه من هذا العرض الزائل والذي أهمل أو ترك أبقى؟ كيف يستطيع بالله أن يواظب على التحصيل وتغذية عقله ونفسه - وهو ما لا غنى بأديب عنه - وكيف يتسنى له التجويد حين يكتب وهو مشغول في ليله ونهاره بهذا الذي لا آخر له من شؤون الوظيفة واللجان وما إليها. . . وهو يتولى أعمالاً كل واحد منها كاف للإرهاق: فمن جامعة فاروق إلى منصب المستشار الفني لوزارة المعارف إلى عشرات من اللجان يشارك فيها وتأبى له كرامته أن يكون صفراً، ولو اقتصر على الجامعة لكان خيراً، ولو نفض يده من هذا كله لكان أفضل)
عناصر الهجوم
وخلاصة هذه الكلمة:
١ - أن الدكتور طه خسره الأدب ولم تكسبه الحكومة، ومعنى ذلك أنه يتولى عملاً لم يخلق له. وسنرى كيف ثار الدكتور طه على هذه العبارة وعدها تحدياً لقدرته على الأعمال الحكومية
٢ - وأن الدكتور يضيع نفسه في مناصب تشغله وتستنفذ جهده ووقته، فإذا كتب جاء بكلام لا محصول من ورائه ولا يعرف له رأس من ذنب
٣ - وأن الأفضل للدكتور طه أن يستقيل ويريح نفسه من العناء الباطل (وهو عمله في الحكومة) ويتفرغ الأدب
٤ - وأنه لا يمكن للدكتور طه أن يزود نفسه بالتحصيل، أو يتفرغ للتجويد حين يكتب وهو مشغول ليله ونهاره بأعمال كل واحد منها كاف للإرهاق.
كلمة الدكتور طه
وجه الدكتور طه كلمته إلى صاحب البلاغ ثم قال بعد التمهيد:
(أؤكد للأستاذ المازني أني آسف أشد الأسف لأن الأستاذ عزيز أباظة لم يطلب إليه هو