للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن كاهلا الذي أشار إليه إن بطوطة هو محمد الملقب بكاهل الذي يرجع إليه العبابدة وقبائل أخرى في نسبهم.

وجاء في كتاب (صبح الأعشى) للقلشندي، و (البيان والإعراب) للمقريزي من مؤرخي القرن التاسع الهجري ما ملخصه: (إن السيدة فاطمة بنت القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب التي أمها السيدة أم كلثوم بنت السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب هي أم يحيى وأبي بكر بن حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام وأم إبراهيم بن طلحة الجود، وإن السيدة زينب ولدت لعبد الله جعفر أولاداً عرفوا بالزبانية هم جعافرة الصعيد، ومن هذه الاخوة كانت بنو طلحة وبنو الزبير والجعافرة يداً واحدة في صعيد مصر). وهاأنت ترى اليوم في القرن الرابع عشر الهجري العبابدة بني عبد الله المكنى بأبي بكر الزبيري يقيم أكثرهم مع الجعافرة في صعيد مصر بمديريتي أسوان وقنا، ومختلطين معهم جميع سبل الحياة كما كانوا في القرن التاسع الهجري

أما ذلك الحي من أولاد كاهل الذي رآه ابن بطوطة في رحلته بالصحراء الشرقية، فيلوح لنا أنه رحل من صعيد مصر إلى تلك الصحراء عند تفرق العرب عقب حوادث سنة ٦٥١ هـ التي حصلت بين حصن الدولة الجعفري زعيم العرب بالقطر المصري، والملك المعز ايبك أول ملوك دولة المماليك البحرية كما تراه مفصلا في كتاب السلوك للمقريزي

ورب قائل يقول: إن بعض مؤرخي القرن التاسع الهجري بينوا في مؤلفاتهم أسماء القبائل العربية وأماكنها بالديار المصرية في عصرهم ولم يذكروا العبابدة. فجوابنا على ذلك هو أنهم لم يشتهروا باسمهم الحالي إذ ذاك؛ وقد اشتهروا به في القرون الأخيرة كما اشتهر في القطر المصري والسودان وغيرهما من الأقطار عدة قبائل عربية بأسماء غير التي كانت تعرف بها أصولها في القرن التاسع الهجري وما قبله من القرون، ومن المعلوم أنه كلما مر الزمن كثرت القبائل وتعددت أسماؤها

والشكرية عرب من خيار العرب، وهم من آل شكر بن إدريس، ويتصل نسبهم بالسيد عبد الله الجواد، كما جاء في نسبة خطية منسوبة للإمام السمرقندي

ومن المعلوم أن كثيراً من العرب الذي ينتمون إلى تلك الأصول التي ينتمي إليها عرب السودان والصحراء الشرقية وبلاد النوبة أتوا إلى القطر المصري عند الفتح الإسلامي

<<  <  ج:
ص:  >  >>